خواطر من جبل البَرَكَة

46/52

« لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب » (متى 7: 6)

إنّ يسوع يشير هنا إلى فريق من الناس الذين لا يرغبون في التخلص من عبودية الخطية. فبسبب انغماسهم في ما هو فاسد وخسيس صارت طبائعهم منحطّة إلى حدّ أنهم يتعلّقون بالشرّ ولا يريدون الانفصال عنه. فعلى خدام المسيح ألاّ يسمحوا لأنفسهم بأن يعطلهم أولئك الذين يريدون أن يجعلوا الإنجيل مثارا للمنازعات والسخرية فقط. ArMB 62.2

ولكنّ المُخَلِّص لم يتجاوز بعيدا عن نفس واحدة كانت راغبة في قبول حقائق السماء الثمينة مهما كانت غائصة في أعماق الخطية. فلقد كان كلامه الذي كلم به العشارين والزواني بدء حياة جديدة لهم. إنّ مريم المجدلية التي اخرج منها سبعة شياطين كانت آخر من انصرفوا تاركين قبر المُخَلِّص وأوّل من حيّاهم في صباح قيامته. وشاول الطرسوسي الذي كان ألدّ أعداء الإنجيل العنيدين والذي صار اسمه بولس صار خادما مكرّسا للمسيح. فتحتَ مظهر العداء والاحتقار بل حتى تحت الجريمة والانحطاط قد تختفي نفس تخلّصها نعمة المسيح لتتألّق كلؤلؤة في إكليل الفادي. ArMB 62.3