خواطر من جبل البَرَكَة
« لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ » (متى 6: 9)
إنّ تقديس اسم الرب يقتضي أنّ الكلام الذي نتكلم به عن الكائن الأعظم يجب أن ننطق به بوقار. « قُدُّوسٌ وَمَهُوبٌ اسْمُهُ » (مزمور 111: 9) يجب ألاّ نعامل باستخفاف ألقاب اللاهوت وتسمياته بأية كيفية. إنّنا في الصلاة ندخل إلى غرفة الاستقبال الملكية لله العلي فيجب أن نمثل أمامه بخشية مقدسة. إنّ الملائكة يغطون وجوههم في حضرته. والْكَرُوبِيم والسَّرَافِيم اللامعون القديسون يقتربون من عرشه بوقار مقدس. فكم بالحري يجب علينا نحن الخلائق المحدودة الخاطئة أن نمثل أمام الرب خالقنا بكل وقار! ArMB 52.2
ولكنّ تقديس اسم الرب يعني شيئا أكثر جدّا من هذا. فقد نكون كاليهود المعاصرين للمسيح فنظهر أعظم توقير خارجي لله ومع ذلك ندنّس اسمه باستمرار. « اسم الرب » « رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ... غافر الإثم والمعصية والخطية » (خروج 34: 5- 7). وقد كتب عن كنيسة المسيح هذا القول: « وَهذَا مَا تَتَسَمَّى بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا » (إِرْمِيَا 33: 16). هذا الإسم يكتب على كل تابع للمسيح. إنّه ميراث كل ابن لله. إنّ العائلة تلقب باسم الآب. وان النبي إِرْمِيَا صلى في الوقت الذي كان بنو إسرائيل فيه في أشد حالات الضيق والبليّة فقال: « وَقَدْ دُعِينَا بِاسْمِكَ. لاَ تَتْرُكْنَا » (إِرْمِيَا 14: 9). ArMB 52.3
هذا الإسم يقدسه ملائكة السماء وسكان العوالم غير الساقطة. فعندما تصلي قائلاً: « لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ » أنت تطلب أن يتقدس في هذا العالم ويتقدس فيك. إنّ الله قد اعترف بك أمام الناس والملائكة على أنّك ابنه. فصلِّ حتى لا تجلب أي إهانةٍ أو عارٍ على « عَلَى الاسْمِ الْحَسَنِ الَّذِي دُعِيَ بِهِ عَلَيْكُمْ » (يعقوب 2: 7). إنّ الله يرسلك إلى العالم كنائب عنه. فيجب عليك أن تعلن اسم الله في كل عمل من أعمال الحياة. هذه الطلبة تجعلك ملتزما بأن تتحلّى بصفات الله. فأنت لا تستطيع أن تقدّس اسمه ولا أن تظهره للعالم ما لم تظهر في حياتك وأخلاقك نفس حياة الله وصفاته. وهذا تستطيعه فقط إذا قبلت نعمة المسيح وبرّه. ArMB 52.4