الخدمة المسيحية

105/270

مزيج من الانتعاش الروحي والعمل الشخصي

ولقد علّم الجميع أن يعتبروا أنه قد سلمت إليهم وزنات ثمينة إذا أحسنوا استخدامها واستثمارها فستضمن لهم غنى أبديا. لقد استأصل كل الأباطيل من الحياة، وبمثاله علم الناس أن كل لحظة تحمل في ذاتها نتائج أبدية، وأنه يجب الحرص عليها ككنز ثمين واستخدامها في أغراض مقدسة. لم يمر بأي كائن بشري معتبرا إياه شخصا لا قيمة له، بل اجتهد في تقديم وسائل الخلاص علاجا لكل نفس. وبين أي جمع من الناس وجد، كان يقدم لهم درسا يناسب الوقت والأحوال، كما حاول أن يلهم بالرجاء أشد الناس فظاظة ممن لم يكن يرجى منهم خير، واضعا أمامهم الرجاء بأنهم يقدرون أن يصيروا بلا لوم ومسالمين، ويمكن أن تكون لهم الصفات التي تؤهلهم لأن يكونوا أولادا لله. وكثيرا ما كان يقابل أولئك الذين قد انحرفوا ووقعوا تحت تأثير الشيطان ولم تكن لهم قوة على الخلاص من أشراكه. مثل هؤلاء الناس الخائرين والمرضى والمجربين والساقطين كان يسوع يخاطبهم بأرق عبارات العطف والرفق، وبالكلام الذي هم بحاجة إليه ويمكنهم فهمه، وقد التقى بآخرين ممن كانوا قد التحموا في صراع مع عدو النفوس، فشجعهم على مواصلة الحرب مؤكدا لهم أنهم لا بد منتصرون لأن ملائكة الله معسكرون حولهم وسيعطونهم النصرة. — مشتهى الأجيال، صفحة ٧٩. ChSAr 120.2