الخدمة المسيحية
لمسة ودّ شخصيّة
هنالك حاجة للاقتراب من الناس بواسطة المجهود الشخصي. فلو صرفنا وقتاً أقلّ في إلقاء العظات وكرّسنا وقتاً أكبر في الخدمة الفردّية لرأينا نتائج أعظم. — خدمة الشفاء، صفحة ٩٤. ChSAr 117.1
ينبغي أن يتم هذا عن طريق العمل الفردي إلى حدّ كبير. هذه كانت طريقة المسيح. — المعلم الأعظم، صفحة ١٤٧. ChSAr 117.2
إنّ أولئك الذين أصابوا النجاح الأكبر في ربح النفوس كانوا مِن النساء والرجال الذين لم يفخروا بقدراتهم، ولكن حرصوا بتواضع وإيمان على مساعدة مَن هم حولهم. ويسوع قام بهذا العمل ذاته، فقد اقترب مِن الذين أراد أنْ يصل إليهم. — غوسبل ووركرز، ١٩٤. ChSAr 117.3
فعلينا أن نقترب من الناس واحدا واحدا بعطف كعطف المسيح، وأن نحاول إثارة اهتمامهم بأمور الحياة الأبدية العظيمة. قد تكون قلوبهم قاسية كأرض الطريق وقد يبدو أن تقديم المُخَلِّص إليهم أمر لا جدوى منه، ولكن في حين قد يعجز المنطق عن إيقاظ النفس وتعجز الحجّة عن إقناعها فأن محبة المسيح الظاهرة في الخدمة الشخصية قد تذيب القلب الصخري بحيث يمكن لبذار الحق أن يمدّ فيه جذوره. — المعلم الأعظم، صفحة ٢٩. ChSAr 117.4
اجعل اهتمامك مُنصبّاً على الوصول إلى المحيطين بك مِن خلال العمل الفردي، وتعرّف إليهم. إنّ إلقاء العظات لن يقوم بالعمل المطلوب إنجازه. واعلمْ أنّ ملائكة الله سترافقك في طريقك إلى مساكن مَن تزورهم. إنّ هذا العمل لا يمكن القيام به بالوكالة، فالمال، حتى ولو أعطيَ كتقدمة أو كقرض، لن يفي بالغرض، والعظات لن تؤدّي المطلوب. ولكنّك ستظفر بقلوب الناس مِن خلال زيارتهم والتحدّث إليهم والصلاة معهم وإظهار العطف نحوهم، فهذا أرفع مستوى مِن مستويات العمل المرسلي الذي يمكنك تأديته. ولأجل القيام به ستحتاج إلى إيمان مثابر يفيض بالعزم، وإلى طاعة لا تعرف الكلل، وإلى محبّة عميقة للنفوس. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٤١. ChSAr 117.5
فإذ دعي يوحنا وأندراوس وسمعان وفيلبس ونثنائيل بدأ تأسيس الكنيسة المسيحية. لقد أرشد يوحنا اثنين من تلاميذه إلى المسيح، ثم إن أحد التلميذين الأولين وهو أندراوس وجد أخاه فدعاه إلى المخلص. كما أن فيلبس بعدما دعاه السيد ذهب يبحث عن نثنائيل. فمن الذين كانوا مثلا ينبغي أن نتعلم أهمية بذل السعي الشخصي، مقدمين الدعوة المباشرة إلى أقربائنا وأصدقائنا وجيراننا. هناك من يعترفون بأنهم قد عرفوا المسيح مدى حياتهم ومع ذلك فلم يقوموا بأي مسعى شخصي للإتيان بنفس واحدة إلى المخلص. إنهم يضعون المسؤولية كلها على خادم الكلمة. قد يكون الخادم مؤهلا جيدا للقيام بخدمته، ولكنه لا يستطيع القيام بالعمل الذي تركه الله ليقوم به أعضاء الكنائس. ChSAr 118.1
كثيرون يحتاجون إلى خدمة المسيحيين ذوي القلوب المفعمة بالمحبة. لقد هلك كثيرون ممن كان يمكن أن يخلصوا، لو أن جيرانهم من الرجال والنساء العاديين بذلوا معهم بعض الجهود الشخصية الفردية لربحهم. وكثيرون ينتظرون أن تفدم لهم دعوة شخصية. ففي نفس العائلة والبيئة والمدينة التي نعيش فيها لنا عمل نعمله كرسل للمسيح. إذا كنا مسيحيين بالحق فهذا العمل سيكون موضوع سرورنا. وما أن يهتدي إنسان إلى الله حتى ينشأ في قلبه حنين لأن يُعرِّف الآخرين أي صديق غال قد وجد في يسوع، إذ أن الحق المخلص والمقدس لا يمكن أن يحبس في صدره. — مشتهى الأجيال، صفحة ١٢٥، ١٢٦. ChSAr 118.2
مِن أكثر الطرق فعالية في إيصال النور بذلُ الجهد الشخصي بشكل منفرد. ففي محيط المنزل، وبقرب مدفأة الجيران، وبجانب فراش الموت، يمكنك أنْ تقرأ بهدوء مقاطع مِن الأسفار المقدّسة وتتكلّم بكلمة في صالح يسوع والحقّ. وهكذا يمكنك أنْ تزرع البذرة الثمينة التي سوف تطلع وتنمو لتأتي بثمر. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٦: ٤٢٨، ٤٢٩. ChSAr 118.3
ويجب أن يختلط الملح بالمواد التي يضاف إليها، فيجب أن يتغلغل ويتخلل تلك المواد لكي تحفظ. وهكذا فعن طريق الاتصال الشخصي والمعاشرة يمكن الوصول إلى الناس بقوة الإنجيل المُخَلِّصة. وهم لا يخلُصون جماعات بل كأفراد. إنّ التأثير الفردي الشخصي هو قوة. فيجب أن نقتربَ ممن نرغب في أن نفيدهم. — خواطر من جبل البركة، صفحة ٣٦. ChSAr 119.1
لقد رأى يسوع في كل نفس شخصا ينبغي أن تقدم له الدعوة للدخول إلى ملكوته، فوصل إلى قلوب الناس لأنه كان يسير بينهم كمن يطلب لهم الخير. كان يسعى إليهم في الشوارع العامة وفي المنازل وفي قوارب الصيد وفي المجمع وعلى شواطئ البحيرة وفي وليمة العرس، وكان يلتقي بهم حيث كانوا يزاولون أعمالهم يوميا وأبدى اهتمامه بشؤونهم الدنيوية. وكان يقدم تعاليمه للعائلات جاعلا الناس وهم في بيوتهم يحسون بحضوره الإلهي، فعطفه نحو كل فرد منهم شخصيا سبى قلوبهم. — مشتهى الأجيال، صفحة ١٣٦. ChSAr 119.2
إنّ طريقة المسيح هي وحدها التي تُعطي لنا النجاح في الوصول إلى الشعب. لقد اختلط المُخلّص بالناس كمن كان يحبّ لهم الخير. وبرهن لهم على عطفه وخدم حاجاتِهم وظفر بثقتهم. ثمّ أمرهم قائلا لكلّ منهم: «اتْبَعْنِي.» — خدمة الشفاء، صفحة ٩٤. ChSAr 119.3
فيجب أن نعمل كما عمل المسيح. فأينما وجد إن في المجمع أو على جانب الطريق أو في وليمة الفريسي، أو على مائدة العشار كان يحدث الناس عن الأمور المتعلقة بالحياة الأسمى. فأمور الطبيعة وحوادث الحياة اليومية كان يُربَط بينها وبين كلام الحق. وقد اجتذبت إليه قلوب سامعيه لأنَّه قد شفى مرضاهم وعزّى المحزونين منهم وحمل أولادهم بين ذراعيه وباركهم. فعندما فتح فمه ليتكلم اتّجه انتباههم إليه وكانت كل كلمة من كلامه رائحة حياة لحياة لبعض النفوس. ChSAr 119.4
وهكذا ينبغي أن يكون الحال معنا. فأينما نكون يجب أن نراقب الفرص للتحدث مع الآخرين عن المُخَلِّص. فإذا تمثلنا بالمسيح في عمل الخير فستنفتح لنا القلوب كما قد انفتحت للسيد. فيمكننا بدون أن نقطع حبل الحديث بل بلباقة صادرة من المحبة الإلهية يمكننا أن نحدثهم عن ذاك الذي هو «مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبْوَةٍ» و «كُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ» — نشيد ٥ : ١٠، ١٦. هذا هو أسمى عمل يمكننا فيه أن نستخدم موهبة الكلام. فلقد أُعطيت لنا حتى يمكننا أن نقدّم للناس المسيح كالمُخَلِّص غافر الخطايا. — المعلّم الأعظم، صحفة ٢٢٠، ٢٢١. ChSAr 119.5
أحدث وجوده [أي المسيح] في البيت جوا مقدسا، وكانت حياته كخميرة تكمل عملها في فئات المجتمع. وإذ كان مسالما ولا دنس فيه كان يسير في وسط الناس المتهورين المتجاسرين المشاغبين، بين الجائرين والعشارين والضالين المستهترين والسامريين الأثمة والجنود الوثنيين والفلاحين الخشِنين والجمع المختلط. كان ينطق بكلمة عطف هنا وأخرى هناك عندما كان يشاهد الناس المعيين الذين كانوا مضطرين لحمل الأعباء الثقيلة، فكان يشاطرهم أثقالهم ويردد على مسامعهم التعاليم التي قد تلقنها من الطبيعة عن محبة الله ورأفته وصلاحه. ChSAr 120.1