الخدمة المسيحية

269/270

مكافأة في المستقبل

الحياة الأبدية — إنّ المسيحي الحقيقي يُظهر محبّته لله ولإخوته البشر بما يقوم به مِن مساعٍ واعية وحريصة لتقديم المساعدة حيثما دعت إليها الحاجة. ربّما يفقد حياته في الخدمة، ولكنّه سيجدها ثانية حين يأتي يسوع ليجمع لنفسه جواهره. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٥٦. ChSAr 271.5

ترحاب كريم إلى الوطن السماوي — قفوا على عتبة الأبديّة واسمعوا الترحيبَ الكريمَ بالذين وهم في هذه الحياة قد تعاونوا مع المسيح معتبرين التألّم لأجله امتيازاً وكرامةً. وهم يشتركون مع الملائكة في طرح أكاليلهم عند قدمي الفادي هاتفين وقائلين: «مُسْتَحِقٌ هُوَ الْخَروُفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ .. لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.” — رؤيا ٥: ١٢ ،١٣. ChSAr 271.6

هناك يحيّي المفديون مَن قد وجهوهم إلى المخلّص المرفوع‏.‏ وهم يشتركون معاً في تسبيح ذاك الذي مات حتى يحصل الناسُ على الحياة التي تُقاس بحياة الله‏.‏ لقد انتهت الحرب‏.‏ وكلّ ضيق وصراع قد انقضى.‏ وأناشيد الانتصار تملأ أرجاء السماء إذ يقف المفديون حول عرش الله. والجميع يشتركون في التسبيحة المفرحة قائلين‏:‏ «مُسْتَحِقٌ هُوَ الْخَروُفُ الْمَذْبُوحُ» لقد افتدانا لله. — خدمة الشفاء، صفحة ٣٧٩. ChSAr 271.7

إذا أظهرت السجلّات أنّ حياتهم كانت كذلك [وفقاً لما يطلبه الله]، وأنّ أخلاقهم قد طُبِعَت بطابع الرفق وإلتضحية وعمل الخير، فإنّهم سينالون الضمان المبارَك مِن المسيح ويسمعونه وهو ينطق عليهم بالبركة، «أحسنتم”. «تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ». — تستيمونيز فور ذا تشرش ٣: ٥٢٥. ChSAr 272.1

بيئة سماوية — الكنيسةَ اليوم هي الكنيسة المجاهدة‏.‏ ونحن الآن ننازلُ عالماً يعيش في الظلمة ويكاد يكون مسلّماً لعبادة الأوثان‏.‏ ولكن سيأتي اليوم الذي فيه ستنتهي الحرب وننال النصرة‏.‏ وستكون مشيئة الله على الأرض كما هي في السماء‏.‏ ولن يعرف شعوب المخلّصين شريعة أخرى غير شريعة السماء‏.‏ وسيكون الجميع أسرة سعيدة متّحدة متسربلين بثياب الحمد والتسبيح — رداء برّ المسيح‏.‏ وكلّ الطبيعة في جمالها المدهش ستقدّم لله فروضَ الحمدِ والتمجيد‏.‏ وسيغمر العالم نورُ السماء‏.‏ ونورُ القمر سيكون كنور الشمس ونورُ الشمس سيكون أعظم سبعةَ أضعافٍ مما هو الآن‏.‏ والسنون ستمرّ في فرح‏.‏ وفوقَ المشهدِ ستّترنم كواكبُ الصبح معاً ويهتف جميع بني الله‏،‏ في حين يعلن الله والمسيح معاً قائلين‏:‏ «لا تكون خطية في ما بعد والموت لا يكون في ما بعد». — خدمة الشفاء، صفحة ٣٧٨. ChSAr 272.2

الفرح — إنّ مكافأة خدّام المسيح هي أنّهم يدخلون في فرحه. إنّ هذا الفرح الذي ينتظره المسيح نفسه بكلّ شوق ولهفة، يعرضه الكِتَاب المُقدَّس عندما طلب المسيح مِن الآب قائلاً، «أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا». — تستيمونيز فور ذا تشرش ٦: ٣٠٩. ChSAr 272.3

في حياتنا هنا مع أنّها أرضيّة ومغلولة بالخطيّة فإنَّ أعظم فرح وأسمى تربية هما في الخدمة. وفي الحالة المستقبلة غير المقيّدة بحدود البشريّة الخاطئة في الخدمة يوجد أعظم فرح وأسمى تربية لنا — الشّهادة، وطالما نحن نشهد نتعلّم من جديد «غنى مجد هذا السّر في الأمم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد.” — التربية الحقيقية، صفحة ٣٦٠، ٣٦١. ChSAr 272.4

فهم يشتركون في آلام المسيح وسيشتركون أيضا في المج—د المزمـع أن يُستعلن. فإذ يتّحدون معه في عمله ويشربون معه من كأس الحزن فسيشاركونه أيضا في فرحه. — خواطر من جبل البركة، صفحة ١٢. ChSAr 273.1

زراعة البذار تأتي بثمار — إنّ كلّ وازع يقود به الرُّوح الْقُدُس الإنسان إلى الصلاح وإلى الله يُسجّل في أسفار السماء، وفي يوم الله سيُسمح لكلّ مَن قدّم نفسه ليكون أداة يعمل بها الرُّوح الْقُدُس أنْ ينظر العمل الذي تركته حياته. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٦: ٣١٠. ChSAr 273.2

عندما يقف المفديّون أمام الله، ستجيب عن أسمائهم النفوسُ الثمينة الموجودة هناك بفضل الجهود الصادقة والمتأنّية التي بذلها المفديون بالنيابة عنها، وستجيب عنهم أيضاً التوسّلات والمحاولات الصادقة لإقناع الناس بالهروب إلى الملجأ. وهكذا سينال المكافأة أولئك الذين كانوا عاملين مع الله في هذا العالم. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٨: ١٩٦، ١٩٧. ChSAr 273.3

ما أعظم ذلك الفرح حين سيجتمع المفديّون ويُلقون التحيّة على الذين تحمّلوا الأعباء لأجلهم! وكم ستخفق بالرضا والارتياح قلوبُ الذين قد عاشوا حياتهم، لا ليلذّذوا أنفسهم، بل ليكونوا بركة للأقلّ حظّاً، ولم يكن لديهم سوى القليل مِن النِعَم! ففيهم سيتمّ الوعد القائل، «فَيَكُونَ لَكَ الطُّوبَى إِذْ لَيْسَ لَهُمْ حَتَّى يُكَافُوكَ، لأَنَّكَ تُكَافَى فِي قِيَامَةِ الأَبْرَارِ». — غوسبل ووركرز، ٥١٩. ChSAr 273.4

وسنرى في السماء الشبيبة الذين ساعدناهم، ومَن دعوناهم إلى بيوتنا وقدنا خطاهم بعيداً عن التجربة. سوف نرى وجوههم تعكس لمعان مجد الله. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٦: ٣٤٨. ChSAr 273.5

أنْ تكون عاملاً مع المسيح وملائكة السماء في خطّة الخلاص العظيمة! وأيّ عمل يمكنه أنْ يُضارع هذا العمل! إنّ جانباً كبيراً مِن المجد يرجع إلى الله مِن كلّ نفس نالت الخلاص، لينعكس على النفس التي خلصت والنفس التي كانت سبباً في خلاصها. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ٢٣٢. ChSAr 273.6

وسيتعرّف المفديّون إلى أولئك الذين وجّههوا انتباههم إلى المُخلِّص المُقام، بل وسيلتقون بهم. يا له مِن حديث مبارك سيدور بين تلك النفوس! فسيقول واحدهم للآخر: «لقد كنتُ خاطئاً، بلا إله وبلا رجاء في العالم، ثمّ أتيت أنت إليّ، وحوّلتَ انتباهي إلى المخلّص الكريم، فصار هو رجائي الوحيد. وأنا آمنتُ به، وقدّمتُ التوبة عن خطاياي، وهكذا أجلسني المسيح معه في السماويات” وآخرون سيقولون: «لقد كنتُ وثنياً عابد أصنام في بلاد وثنية. وأنت تركْتَ أصدقاءك ومنزلك المريح، وجئتَ تعلّمني كيف ألتقي بيسوع وكيف أومن بالإله الحقيقي وحده. فحطّمْتُ أصنامي، وعبدْتُ الله، والآن أراه وجهاً لوجه. إنّني مُخلّصٌ، نعم مُخلّصٌ للأبد، لأبصر على الدوام مَن أحبّته نفسي. حينئذ كنتُ أراه بعين الإيمان، وأمّا الآن فأنا أراه كما هو. أستطيع الآن أن أعبّر عن امتناني لذاك الذي أحبّني وبدمه غسلني مِن خطايي.” — غوسبل ووركرز، ٥١٨. ChSAr 274.1

وآخرون سيعبّرون عن امتنانهم لِمَن أطعموا الجياع وكسوا العراة، وسيقولون: «عندما شَدّ اليأسُ نفسي بوثاق الشكّ وعدم الإيمان، أرسلكَ الربّ إليّ لتتكلّم معي بكلمات التعزية والرجاء. لقد جلبْتَ إليّ الطعام لتلبّي حاجة جسدي، وفتحْتَ أمامي كلمة الله، وهكذا جعلتني أستيقظ لأدرك ما كانت تحتاج إليه روحي. لقد عاملتني معاملة الأخ، وتعاطفْتَ معي في أحزاني، وشفيْتَ نفسي المرضّضة الجريحة، حتّى صار بإمكاني أنْ أمسك بيد المسيح الممدودة لإنقاذي. وبينما كنتُ قابعاً في ظلمات الجهل، علّمتَني بكلّ صبر أنّ لديَّ أباً في السماء يعتني بي. لقد قرأتَ على مسامعي الوعود الثمينة المذكورة في كلمة الله. كنتَ لي مصدر إلهامٍ حرّك في نفسي الإيمان بأنّ الله سيخلّصني. إنّ التضحيةُ التي قام بها المسيح لأجلي قد فطرَت قلبي وليّنَته وأخضعتْهُ. لقد صارت نفسي تجوع لخبز الحياة، وأصبح الحقّ عزيزاً في عينَي. وهأنذا مُخلّصٌ، مُخلّصٌ للأبد، لأحيا في محضره، وأقدّم الشكر على الدوام إلى ذاك الذي أحبّته نفسي”. — غوسبل ووركرز، ٥١٨، ٥١٩. ChSAr 274.2