الخدمة المسيحية

260/270

التعاون مع الوسائط الإلهية

علينا أن ندرك إدراكاً أفضل مما ندرك الآن رسالة الملائكة. ويحسن بنا أن نذكر أن كل ابن حقيقي لله ينال عون الخلائق السماوية. إن جيوش النور والقوة غير المنظورة ترافق الودعاء والمتواضعين الذين يؤمنون ويطالبون بحقهم في مواعيد الله. فالكروبيم والسرافيم والملائكة المقتدرون قوة يقفون عن يمين الله: «جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ» — عبرانيين ١: ١٤. — أعمال الرسل، صفحة ١١٤. ChSAr 258.2

تذكّروا أنّ الربّ يسوع هو الخادم الأعظم. وهو يروي البذور، ويضع في عقولكم كلمات ستصلون بها إلى القلوب. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩ :٤١. ChSAr 258.3

كرِّسوا ذواتكم كُلّيّا وبالتمام لعمل الله. إنّه هو قوّتكم، وسوف يكون عن يمينكم، يمدّ لكم يد العون لتواصلوا العمل وفق مقاصده الرحيمة. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٤١. ChSAr 258.4

إنّ أجناد السماء سيعملون مع العامل البشري الذي يطلب بإيمان ثابت كمال الخلق الذي يصل إلى كمال في العمل. إنّ المسيح يقول لكل من يشتغل في هذا العمل. إنّني سأعينك. — المعلم الأعظم، صفحة ٢١٦. ChSAr 258.5

وإذ تتعاون إرادة الإنسان مع إرادة الله فهي تصبح مقتدرة. وكل ما يمكن أن يعمل بأمره يمكن أن يتم بقدرته. وكل ملزماته تصر إمكانيات. — المعلم الأعظم، صفحة ٢١٦. ChSAr 258.6

إنّ الملائكة ترافقكم وأنتم تعملون لأجل النفوس الهالكة. ربوات ربوات وألوف ألوف مِن الملائكة تنتظر أنْ تتعاون مع أعضاء كنائسنا في إيصال النور الذي منحه الله بسخاء، وذلك كي يكون الناس مستعدين لمجيء المسيح. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ١٢٩. ChSAr 259.1

إنّ كل ملائكة السماء مستعدون للتعاون في هذه الخدمة. فكل مصادر السماء هي تحت تصرّف من يجتهدون في تخليص الهالكين. والملائكة سيساعدونكم في الوصول إلى أقل الناس اكتراثا وأقساهم قلوبا. وعندما يرجع أحدهم إلى الله فكل السماء ستفرح، والسَّرَافِيم والْكَرُوبِيم سيعزفون على قيثاراتهم الذهبية ويترنمون بترنيمات الحمد لله وللحمل لأجل رحمته ورأفته نحو بني الإنسان. — المعلم الأعظم، صفحة ١٢٦. ChSAr 259.2

إن ذاك الذي دعا صيادي الجليل لم يزل يدعو الناس لخدمته، لم يزل راغبا في إظهار قدرته فينا كما قد أظهرها في التلاميذ الأولين. ومهما نكن ناقصين وخطاة فالرب يقدم لنا هبة مشاركته والتلمذة للمسيح. وهو يدعونا إلى قبول التعليم الإلهي حتى إذا اتحدنا بالمسيح يمكننا أن نعمل أعمال الله. — مشتهى الأجيال، صفحة ٢٨٢. ChSAr 259.3

ألا تعلم أنّ المسيح يقدّر مَن يعيشون بالتمام لأجله تقديراً عظيماً؟ ألا تظنّ أنّه يزور أولئك الذين هم، كيوحنّا الحبيب، في المنفى، لأجل اسمه، في ظروف صعبة وأماكن شاقّة. إنّه يبحث عن المؤمنين به ويجدهم، ويتواصل بالحديث معهم، ويشجّعهم ويقويّهم. إنّ الملائكة المقتدرين قوّة يُرسلون مِن قِبَل الله لخدمة خدّامه مِن البشر الذين يتكلّمون بالحقّ إلى أولئك الذين لا يعرفونه. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٨: ١٧. ChSAr 259.4

إنّ السماء بأسرها ناشطة في العمل، وملائكة الله تنتظر الفرصة للتعاون مع جميع الذين يضعون خططاً بحيث تسمع النفوس التي مات المسيح لأجلها أخبارَ الخلاص السارّة. إنّ الملائكة التي تخدم وَرَثة الخلاص تقول لكلّ قدّيس أمين: «هناك عمل لتقوم به.” «اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ ... بِجَمِيعِ كَلاَمِ هذِهِ الْحَيَاةِ» — أعمال الرسل ٥: ٢٠. ولو أنّ أولئك الذين سمعوا هذا الخطاب يطيعون هذه الوصيّة، لكان الربّ يُهيّئ الطريق أمامهم، ويضع في متناولهم الوسائل التي يمكنهم البدء باستعمالها. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٦: ٤٣٣، ٤٣٤. ChSAr 259.5

ففي زمن كالذي نعيش فيه ينبغي لكلّ واحد من أولاد الله أن يعمل بجدّ ونشاط لمساعدة الآخرين. فإذ يحاول الذين يدركون الحقّ إدراكاً صحيحاً البحث عن الرجال والنساء العطاش إلى النور فإنّ ملائكة الله يرافقونهم. وحيثما توجد الملائكة فلا خوف من التقدّم الى الأمام. ويرجع كثيرون عن الوثنيّة لعبادة الإله الحيّ نتيجة الجهود الأمينة التي يبذلها الخدّام المكرسون. وسيمتنع كثيرون عن تقديم ولائهم للقوانين التي هي من صنع البشر، ويقفون بلا خوف إلى جانب الله وشريعته. — الأنبياء والملوك، صفحة ١١٧. ChSAr 260.1

إن رؤساء وسلاطين السماء يرقبون الحرب التي يخوض عبيد الله غمارها في ظروف تبدو مثبطة للهمم. وإذ يخرج المسيحيون المحتشدون حول راية فاديهم ليجاهدوا جهاد الإيمان الحسن، فإنهم يحرزون انتصارات جديدة ويكسبون أوسمة شرف. كل ملائكة السماء هم في خدمة شعب الله المتواضعين المؤمنين. وعندما ينشد العاملون في جيش الرب هنا على الأرض أناشيد الحمد فان أجواق السماويين تشترك معهم إذ يقدمون التسبيح لله ولابنه. — أعمال الرسل، صفحة ١١٤. ChSAr 260.2

ليست القوّة التي تنبع مِن البشر هي ما يجعل العمل ناجحاً، بل قوّة الخلائق السماوية التي تعمل مع العامل البشري هي التي تصل بالعمل إلى الكمال. قد يأتي أحدهم على مثال بولس ويغرس، وآخر على مثال أبولوس ويسقي، ولكنّ الله هو الذي ينمّي. لا يقدر الإنسان أنْ يؤدّي دور الله في العمل. فهو، باعتباره العامل البشري، يمكنه أنْ يتعاون مع الأجناد السماويين، ويبذل قصارى جهده ببساطة وذكاء، وهو مدركٌ أنّ الله هو المُشرف الأعلى على العمّال جميعهم. وعلى الرغم مِن أنّ العمّال قد يطويهم الموت، فإنّ العمل لن يتوقّف، بل سيستمرّ إلى أنْ يكتمل. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ١٤ نوفمبر ١٨٩٣. ChSAr 260.3

إنّ للمسيحي دائماً معين قوي في شخص الربّ. قد لا نعرف وسيلة الربّ للمعونة. ولكن هذا ما نعلمه: إنّه لن يخيب رجاء من يتّكلون عليه. ولو تحقق المسيحيون كم مرّة مهّد الربّ طرقهم، وأن مقاصد . العدوّ نحوهم لن تتمّ لما كانوا يتعثـّرون أو يتذمّرون. وكان إيمانهم يرتكز على الله وما كانت أيَّة تجربة تقوى على زحزحتهم. وكانوا يعترفون به بوصفه حكمتهم وكفايتهم وكان يتمم ما يقصد أن يفعله بواسطتهم. — الأنبياء والملوك، صفحة ٣٧٨. ChSAr 260.4

إنَّ جميع من يشتغلون في الخدمة هم بمثابة يد الله المعيّنة. إنّهم عاملون مع الملائكة، بل هم بالحري العمّال البشريّون الذين عن طريقهم ينجز الملائكة خدمتهم ورسالتهم. فالملائكة ينطقون بأصواتهم ويعملون بأيديهم. وإذ يتعاون الخدّام البشريّون مع أجناد السّماء يستفيدون من تربيتهم واختبارهم. — التربية الحقيقية، صفحة ٣١٨، ٣١٩. ChSAr 261.1

إنّ المسيح يوجّه الدعوة إلى كلّ رجل وامرأة لارتداء درع برّه والبدء بالعمل، وهو يُعلن قائلاً: «أنا عن يمينك لأساعدك.» أخبر الله بكلّ تجاربك ومنغّصاتك، وهو لن يخون الثقة التي وضعتها فيه. ليس لدى المسيح ما هو أثمن مِن كنيسته التي اقتناها والفَعَلة الذين يخرجون لينثروا البذور. فكّروا في يسوع: إنّه في مقدِسه، وليس في حالة مِن العزلة، ولكنّه محاط برفقة ألوف ألوف وربوات ربوات مِن أجناد السماء المنتظرين أوامره. وهو يأمرهم بأنْ يذهبوا ويخدموا أضعف قدّيسيه مِن الذين يثقون بالله. والمعونة نفسها تُقدَّم للجميع، الغني والفقير، الرفيع الشأن والوضيع الحال. — ذا سزرن ووتشمان، ٧ نوفمبر ١٩٠٥. ChSAr 261.2