الخدمة المسيحية
عناية الراعي
الراعي الذي يكتشف أنّ خروفا واحدا ناقصٌ لا ينظر في غير مبالاة إلى القطيع الذي آوى بأمان إلى الحظيرة قائلا: «عندي تسعة وتسعون، والبحث عن الخروف الضال يكلفني عناءً أكثر من اللازم. فليرجع وأنا أفتح له باب الحظيرة وأدخله.” كلا، فما أن ضلّ الخروف حتى تمتلئ نفس الراعي حزنا وجزعا. فيعدّ القطيع مرارا وتكرارا. وعندما يتأكد أن خروفا قد ضاع فهو لا ينام. بل يترك التسعة والتسعين في الحظيرة ويذهب مفتشا عن الخروف الضال. فكلما اشتد ظلام الليل والعواصف، وزادت خطورة الطريق ازداد جزع الراعي، وجَدَّ في بحثه. فهو يبذل كل جهده ليجد ذلك الخروف الواحد الضال. ChSAr 245.3
فبأي ارتياح يسمع أول صرخاته الواهنة من بُعد. فإذ يتتبع الصوت يتسلق المرتفعات السريعة الانحدار ويذهب إلى حافة الهوة مخاطرا بحياته. وهكذا يبحث في حين تنبئه الصرخة التي صارت أضعف مما كانت بأن خروفه موشك على الموت. أخيرا يُكافأ مسعاه فقد وُجد الضال. وحينئذ لا ينتهره لأنّه سبّب له كل ذلك العناء، ولا يسوقه بالسوط ولا حتى يحاول أن يقوده إلى البيت. بل إنّه لفرط سروره يضع ذلك المخلوق المرتجف على منكبيه، وإذا كان مسحوقا أو مجروحا يضمه بين ذراعيه ويحتضنه حتى تعيدُ حرارة قلبهِ الحياة إليه. فبقلب مفعم بالشكر، لأنّ بحثه لم يذهب عبثا، يحمله عائدا به إلى الحظيرة. — المعلم الأعظم، صفحة ١١٩. ChSAr 245.4