الخدمة المسيحية

246/270

شجعان ومُخلِصون

والذي تحتاجه الكنيسة في أيامنا الخطيرة هذه هو جيش من الخدام الذين دربوا أنفسهم كبولس كي يكونوا ذوي نفع، الذين عندهم اختبار عميق في أمور الله والذين هم ممتلئو القلوب بالاهتمام والهمة والغيرة. إن الحاجة هي إلى رجال مقدسين ومضحين، رجال لا يستعفون من الامتحان والمسئولية، رجال شجعان أمناء، وفي قلوبهم تصور المسيح «رَجَاءُ الْمَجْدِ»، الذين إذ تكون قد مست شفاههم النار المقدسة، «يكرزون بالكلمة”. فبسبب عدم وجود مثل هؤلاء الرجال يضعف ملكوت الله، وتوصم أخلاق عدد كبير من بني الإنسان وتُصاب آمالهم بالضلالات المميتة كما بسم قتال. — أعمال الرسل، صفحة ٣٦١. ChSAr 244.4

ينبغي لعمل خلاص النفوس أنْ يتقدّم للأمام عبر الكفاح المرير، وفي خِضمّ المعارضة والخطر والخسارة والمعاناة الإنسانية. عندما كانت جحافل العدوّ تدحر مرّة أخرى فوجاً مِن أفواج قوّاتنا المهاجمة في إحدى المعارك، بقي الجندي الذي كان في مقدّمة الجبهة متشبّثاً بموقعه وهو يحمل راية الجيش بينما كانت القوّات تتراجع. فصرخ القائد آمراً إيّاه بأنْ يتراجع ويجلب معه الراية، فكان جوابه ما يلي: «دع الرجال يتقدّمون للأمام باتّجاه الراية!” هذا هو العمل الذي يبرز أمام كلّ حامل راية مُخلِص، وهو أنْ يرتقي بالناس إلى حيث تكون الراية. إنّ الربّ یدعو إلى الإخلاص الكامل. وجميعنا يعلم أنّ خطيئة الكثيرين مِن المعترفين بالمسيحية هي أنّهم يفتقرون إلى الشجاعة والنشاط اللازمَين ليرفعوا أنفسهم ومِن يحتكّون بهم نحو الراية. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٤٥، ٤٦. ChSAr 244.5

لا يمكن لله أن يستخدّم الذين يخافون من الثبات إلى جانب الحقّ في وقت الخطر، عندما يحتاج الأمر إلى قوّة الجميع وشجاعتهم وتأثيرهم. أنّه يطلب رجالاً يحاربون بأمانة ضدّ الخطأ والضلال، وضد الرؤساء والسلاطين وولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، ضدّ أجناد الش—رّ الروحيّة في السماويات. لمثل هؤلاء سيقـول: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ.” — الأنبياء والملوك، صفحة ٩٧. ChSAr 245.1

إنّ الله يطلب رجالاً كإيليّا وناثان ويوحنا المعمدان - رجالاً يحملون رسالته بأمانة بغض النظر عن النتائج، رجالاً يقولون الحقّ بشجاعة حتى لو أدى بهم ذلك إلى التضحية بكلّ ما يملكون. — الأنبياء والملوك، صفحة ٩٧. ChSAr 245.2