الخدمة المسيحية

8/270

الحياة المنتصرة

إنّنا لا نشهد لله فقط عبر الوعظ بالحقّ أو توزيع المطبوعات. دعونا نتذكّر أنّ الحياة المسيحية هي أقوى حجّة يُمكن أنْ تُقدّم لصالح المسيحية، والخلق المسيحي الرخيص يُلحق بالعالم ضرراً أكثر ممّا يُلحقه الإنسان الدنيوي. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٢١. ChSAr 26.1

لا يمكن لجميع الكتب أنْ تكون بديلاً عن الحياة المقدسة. فالناس سيصدّقون ما يحياه أعضاء الكنيسة، لا ما يعظ به الخادم. في كثير مِن الأحيان يُبطَل تأثير العظة التي تُلقى مِن المنبر بالعظة التي تقدّمها حياة أولئك الذين يدّعون أنّهم حُماة الحقّ. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٢١. ChSAr 26.2

لقد كانت حياة المسيح تأثيرا دائم الاتساع لا شواطئ له، تأثير ربط بينه وبين الأسرة البشرية كلها. وبواسطة المسيح منح الله الإنسان تأثيرا يجعل من المستحيل عليه أن يعيش لنفسه. إنّ كل فرد منا مرتبط ببني جنسه، وهو جزء من كلّ الله العظيم، ونحن تحت التزامات متبادلة. ولا يمكن لإنسان أن يعيش مستقلا عن بني جنسه، لأن خير كل فرد أو رفاهيته تؤثر في الآخرين. والله يقصد أنّ كل واحد يشعر بأنّه لازم وضروري لأجل خير الآخرين، وأن يجتهدَ في العمل على إسعادِهم. — المعلم الأعظم، صفحة ٢٢١. ChSAr 26.3

فديانة الكِتَاب المُقدَّس ينبغي عدم حصرها بين دفتي الكتاب ولا بين جدران كنيسة، أو إخراجها من حين لأخر لأجل منـفعتنا الشخصية، وبعد ذلك نلقي بها جانبا. ولكن القصد منها هو تقديس الحياة كل يوم، وإظهار نفسها وتأثيرها في كل صفقة تجارية وفي جميع علاقاتنا الاجتماعية. — مشتهى الأجيال، صفحة ٢٩١. ChSAr 26.4

إنّ قصد الله هو أنْ يتمجّد في شعبه أمام العالم. إنّه يتوقّع مِمّن دُعي عليهم اسم المسيح أنْ يمثّلوه في القول والفكر والفعل. وينبغي لأفكارهم أنْ تكون نقيّة، ولكلماتهم أنْ تكون نبيلة تسمو بالنفس، وبذلك يجتذبون مَن هم في محيطهم إلى المخلّص. ينبغي لدين المسيح أنْ يمتزج بكلّ ما يفعلونه ويقولونه، وينبغي لكلّ معاملة تجارية يجرونها أنْ يفوح منها رائحة حضور الله. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٢١. ChSAr 26.5

فليُدِرْ رجل الأعمال تجارته بطريقة تمجّد سيّده نتيجة إخلاصه. وليحمل دينه إلى كلّ ما يقوم به، وهكذا يُظهر للناس روح المسيح. فليكن عامل الميكانيك ممثّلاً مجتهداً وأميناً لذاك الذي كدح جاهداً في مشارب الحياة الوضيعة في مدن اليهودية. فليعمل هكذا كلّ مَن دُعي باسم المسيح حتى — إذا ما رأى الإنسان أعمالهم الصالحة — تنقاد خطاه لتمجيد خالقه وفاديه. — ذا بايبل إيكو ، ١٠ يونيو ١٩٠١. ChSAr 27.1