الخدمة المسيحية
المأمورية الإلهية
ونحن علينا أن نعمل العمل الذي عمله التلاميذ. فيجب على كلّ مسيحيّ أن يكون مرسلاً. علينا أن نخدم من هم بحاجة إلى العون بالعطف والحنان والرفق، محاولين التخفيف من آلام الإنسانيّة المعذّبة وويلاتها بغيرة وعدم أنانيّة. — خدمة الشفاء، صفحة ٦٢. ChSAr 22.4
إن المسيح قبل صعوده إلى السماء أعطى لتلاميذه تفويضا للقيام بمأموريتهم، وأخبرهم أن عليهم أن يكونوا منفذي الوصية التي فيها يرث العالم كنوز الحياة الأبدية. — أعمال الرسل، صفحة ٢٤. ChSAr 22.5
لقد اشترك المؤمنون في كل عصر في المأمورية المُسَلَّمَة للتلاميذ الأولين. فكل من قبل الإنجيل سُلم له الحق المقدس ليبلّغه للعالم. إن شعب الله الأمين كانوا دائماً كارزين مناضلين مقتحمين مكرسين مواردهم لتمجيد اسمه ومستخدمين وزناتهم بكل حكمة في خدمته. — أعمال الرسل، صفحة ٨٣. ChSAr 22.6
إن تفويض الإنجيل هذا هو الميثاق الكرازي العظيم لملكوت المسيح. كان على التلاميذ أن يخدموا النفوس بكل غيرة إذ يقدمون دعوة الرحمة للجميع. لم يكن لهم أن ينتظروا حتى يأتيهم الناس بل كان عليهم أن يذهبوا إلى الناس ليقدموا إليهم الرسالة. — أعمال الرسل، صفحة ٢٥. ChSAr 23.1
إنّ رسل الله مُكلّفون بالعمل نفسه الذي قام به المسيح على هذه الأرض، إذ عليهم أنْ يهبوا أنفسهم ليسلكوا في كلّ طريق مِن طرق الخدمة التي سلك هو فيه مِن قبل. وينبغي عليهم، بجدّ وإخلاص، أنْ يُخبروا الناس بثروات السماء التي لا تُفحَص وكنوزها التي لا تفنى. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ١٣٠. ChSAr 23.2
إنّ المأمورية التي أعطيَت للتلاميذ قد أعطيَت لنا أيضاً. فينبغي اليوم، كما كان في ذلك الحين، أنْ يُرفَع المخلّص المصلوب والمُقام [مِن الأموات] أمام أولئك الذين بلا إله وبلا رجاء في العالم. إنّ الربّ يدعو الخدّام والمعلّمين والمبشّرين. فرسالة الخلاص ينبغي لخدّامه أنْ يذيعوها مِن بابٍ إلى باب، وأخبار العفو المتاح بواسطة المسيح ينبغي حملها إلى كلّ أمّة وقبيلة ولسان وشعب، والرسالة ينبغي تقديمها بدون كلمات خالية مِن الطعم أو الحياة، ولكنْ بألفاظ واضحة وحاسمة تحرّك النفس. إنّ المئات ينتظرون سماع الإنذار لكي ينجوا بحياتهم. والعالم يحتاج لأنْ يرى في المسيحيين دليلاً على قوّة المسيحية. إنّ الحاجة تدعو إلى رسائل الرحمة ليس فقط في عدد مِن الأماكن القليلة، ولكنْ في جميع أنحاء العالم. — غوسبل ووركرز، ٢٩. ChSAr 23.3
عندما صعد يسوع إلى السماء، أسند عمله على الأرض لأولئك الذين نالوا نور الإنجيل. وكان على أولئك أنْ يمضوا بالعمل قدماً إلى أنْ يكتمل بالتمام. وهو لم يوفّر لهم أيّة وسيلة أخرى لنشر الحقّ.«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا»، «وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». إنّ هذه المأمورية الجليلة تمتدّ لتصل إلينا نحن في هذا العصر، والله يضع أمام كنيسته مسؤولية قبولها أو رفضها. — هستوريكال سكتشز، ٢٨٨. ChSAr 23.4
علينا ألقيت مسؤوليّة مقدّسة. وقد أعطينا المأمورية: «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوح الْقُدُس. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ» — متى ٢٨: ١٩، ٢٠. أنتم مكرّسون لعمل واحد: تعريف الناس بإنجيل الخلاص. وكمال السماء هو قوّتكم. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٢٠، ٢١. ChSAr 24.1
مدعوّون مِن مسالك الحياة العاديّة ChSAr 24.2
ينبغي للأشخاص العاديين أنْ يأخذوا مكانهم كعمّال. وإذ يشاطرون زملاءهم في مقاساة أحزانهم كما شاطر المخلّص البشرية في تحمّل أحزانها، سيرونه بالإيمان يعمل إلى جانبهم. — غوسبل ووركرز، ٣٨. ChSAr 24.3
ستُوجّه الدعوة للناس في كافة الحقول القريبة والبعيدة، للذين أيديهم على المِحراث، ومن مختلف المهن التجارية الأكثر شيوعاً والتي تشغل العقل إلى حدّ كبير، وسيتلقّون تعليمهم على أيدي رجال مِن ذوي الخبرة. وإذ يتعلّمون العمل بشكل فعّال، سيعلنون الحقّ بكلّ سلطان. إنّ جبالاً مِن الصعاب ستُزاح بواسطة أروع أعمال العناية الإلهية، وسيُلقى بها في البحر. وسيسمَع سكّان الأرض ويفهمون تلك الرسالة التي تحمل لهم الكثير مِن المعنى بين طيّاتها. سيعرف الناس ما هو الحقّ، وسيمضي العمل إلى الأمام إلى أنْ يتمّ تحذير الأرض كلّها؛ ومِن ثمّ تأتي النهاية. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٩٦. ChSAr 24.4
يقدر الله أنْ يستخدم، بل سوف يستخدم، أولئك الذين لم يتلقّوا تعليماً كاملاً في مدارس العالم. كما أنّ الشكّ في قدرته على ذلك هو برهان على عدم الإيمان، ويحدّ مِن القدرة الكلّيّة لذاك الذي لا مستحيل عنده. يا ليتها كانت قليلة تلك الحيطة غير الواثقة التي لا داعي لها! فهي تترك قوى الكنيسة وإمكاناتها بلا استخدام، كما أنّها تسدّ الطريق أمام الرُّوح الْقُدُس، فلا يستطيع أنْ يستخدم الناس. إنّها تُبقي في حالة مِن الخمول أولئك المستعدّين والمتحمّسين للعمل في طريق المسيح، وهي تحول دون دخول الكثيرين في العمل، مِن الذين سيصبحون عمّالاً فعّالين مع الله، لو أتحيت لهم فرصة عادلة. — غوسبل ووركرز، ٤٨٨، ٤٨٩. ChSAr 24.5
إنّه امتيازٌ لكلّ نفس أنْ تتقدّم. إنّ الذين يكونون على اتّصال بالمسيح، رجالاً كانوا أم نساء، ينمون في النعمة وفي معرفة ابن الله إلى بلوغ الكمال، إلى ملء القامة عند الناس. لو أنّ جميع الذين يدّعون الإيمان بالحقّ استخدموا إمكانياتهم وفرصهم إلى الحدّ الأقصى ليتعلّموا ويعملوا، لتقوّوا بالمسيح. ومهما يكن عملهم — زراعة أو صناعة أو ثقافة أو رعوية — فإنّهم لو كرّسوا أنفسهم بكليّتها لله لأصبحوا عمّالاً أكفّاء لسيّد السماء. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٦: ٤٢٣. ChSAr 25.1
إنّ أعضاء الكنيسة الذين نالوا قسطاً كافياً مِن الموهبة للانخراط في أيّ مِن المهن المختلفة في الحياة، مثل التعليم والبناء والتصنيع والزراعة، ينبغي بشكل عامّ أنْ يكونوا مستعدّين للعمل مِن أجل بناء الكنيسة مِن خلال الخدمة في اللجان أو كمعلّمين في مدارس السبت، أو عبر العمل التبشيري، أو مِن خلال ملء الشواغر في مختلف المكاتب التابعة للكنيسة. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ١٥ فبراير ١٨٨٧. ChSAr 25.2
لم يختر المسيح لإنجاز عمله، علم رجال مجمع السنهدريم اليهودي وفصاحتهم، ولا قوة روما وسلطانها. فقد عبر تاركاً معلمي اليهود الأبرار في أعين أنفسهم واختار رجالاً ضعفاء غير متعلمين لكي يذيعوا الحقائق التي كانت على وشك أن تهز العالم. وقد قصد المسيح أن يدرّب هؤلاء الرجال ويعلّمهم ليكونوا قادة في الكنيسة. وكان عليهم بدورهم أن يعلموا آخرين ويرسلوهم مزودين برسالة الإنجيل. ولكي ينجحوا في عملهم كان لا بد من تزويدهم بقوة الرُّوح الْقُدُس. إن الإنجيل لم يكن ليذاع بالقوة والحكمة البشريتين بل بقوة الله. — أعمال الرسل، صفحة ١٧. ChSAr 25.3
وقد كان بين الذين كلفهم المخلص القيام بعمل الكرازة قائلاً لهم: «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ» — متى ٢٨: ١٩. كثيرون ممن قد أتوا من مسالك الحياة الوضيعة- من الرجال والنساء الذين قد تعلموا أن يحبوا سيدهم وعقدوا العزم على اتّباع مثاله في الخدمة المضحية. فلأولئك الناس المحتقرين كما للتلاميذ الذين كانوا مع المخلص مدى سني خدمته على الأرض أُعطيت المأمورية الثمينة سواء بسواء. كان عليهم أن يحملوا إلى العالم تلك البشرى المفرحة، بشرى الخلاص بالمسيح. — أعمال الرسل، صفحة ٨١. ChSAr 25.4