الخدمة المسيحية

211/270

العناية بالأيتام

وطالما لم نصل بعد إلى ذلك العصر حين يُبتلع الموت إلى غلبة، سيكون هناك أيتام ينبغي رعايتهم، أيتام سيعانون بطرق عديدة إنْ لم تتحرّك لأجلهم قلوب أعضاء كنيستنا بدافع العطف والرحمة. الربّ يأمرنا قائلاً: «...أَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِيْنَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ.” ينبغي للمسيحية أنْ تؤمّن آباءً وأمّهات لهؤلاء المشرّدين. إنّ العطف على الأرملة واليتيم، كما يتجلّى في الصلاة والأعمال، سيصعد تذكاراً أمام الله وسيلقى المكافأة عَمّا قريب. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ٢٧ يونيو ١٨٩٣. ChSAr 215.5

وأنتم عندما تغيثون الفقراء وتعطفون على المتضايقين والمظلومين وتمدّون يد العون لليتيم، فأنتم تدخلون في علاقة وثيقة بيسوع. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ٢٥. ChSAr 216.1

ثمّة أيتام يمكننا رعايتهم؛ ولكنّ الكثيرين لن يجازفوا بالإقدام على عمل كهذا؛ لأنّ الأمر ينطوي على أكثر ممّا يرغبون في القيام به، ولن يترك لهم إلّا القليل مِن الوقت ليلذّذوا أنفسهم. ولكنْ عندما يبدأ الملك التحقيق والاستجواب، فإنّ تلك النفوس الأنانية غير السخيّة التي لا تقدّم شيئاً ستعلم أنّ السماء هي مِن نصيب الذين كانوا خدّاماً، الذين أنكروا أنفسهم مِن أجل المسيح. لن يُحسب حساب للذين أولوا عناية خاصّة بأنفسهم ومحبّتها. إنّ العقاب الرهيب الذي هدّد به الملك الذين عن اليسار، في هذه الحالة، لم يحلّ بهم بسبب جرائمهم الشنيعة. إنّهم لن يُدانوا على ما قاموا به مِن أعمال، ولكنْ على ما لم يقوموا به. إنّهم لم يفعلوا تلك الأشياء التي عيّنتها السماء ليقوموا بها، بل عاشوا ليسرّوا أنفسهم ويرضوها، وسيأخذون نصيبهم مع مُحبّي الذات. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ١٦ أغسطس ١٨٨١. ChSAr 216.2

كما يوجد يتامى أمر المسيح تابعيه أن يقبلوهم كأمانة مسلمة لهم من الله. وفى أغلب الأحيان يمرّ الناس على هؤلاء ويهملونهم. وقد يكونون رثّي الثياب وخشني الطباع، ويبدو أنّهم منفردون في كل شيء، ولكنهم مع كل ذلك خاصة الله. لقد اشتروا بثمن، وهم أعزاء في نظره مثلنا تماما. وهم أفراد في أسرة الله العظيمة، المسيحيون كوكلاء لله مسؤولون عنهم. وهو يقول: دمه من يدك أطلبه. — المعلم الأعظم، صفحة ٢٥٥، ٢٥٦. ChSAr 216.3

إنّ الربّ يدعو كلّ عضو في كنيستكم إلى القيام بواجبكم تجاه هؤلاء الأيتام. ولكنْ لا تخدموهم فقط بدافع الواجب، ولكنْ لأنّكم تحبّونهم ولأنّ المسيح قد مات ليخلّصهم. لقد اشترى المسيح هذه النفوس التي تحتاج إلى رعايتكم، وهو يتوقّع منكم أنْ تحبّوها كما أحبّكم هو بينما كنتم في خطاياكم وضلالكم. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ٢٧ يونيو ١٨٩٣. ChSAr 216.4

إنّه لن يلتفت إلى صلاة شعبه بينما يهملون الأيتام والعرج والعمي والمرضى فيما بينهم. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٣: ٥١٨. ChSAr 217.1

هناك حقل واسع للخدمة أمام جميع الذين سيعملون لأجل السيّد في رعاية هؤلاء الأطفال والشبيبة الذين لا صديق لهم، وهذا سيضعهم في موقف يصلح لتشكيل الخُلق السليم، وذلك كي يصيروا أولاد الله. وهناك أطفال لا يُرتجى منهم خيرٌ ويحتاجون إلى مَن يبحث عنهم ويطلبهم بعطف؛ والكثير مِن الذين كانوا سيشبّون محاطين بالجهل وينجرفون إلى المعاشرات التي تؤدّي إلى الجريمة والرذيلة، يمكن أنْ يؤتى بهم إلى بيئة مؤاتية، وتحت رعاية مسيحية ورقابة حانية يمكن المحافظة عليهم للمسيح .... إنّ هذا العمل لأجل الآخرين سيتطلّب جهداً وتضحية وإنكاراً للذات؛ ولكن أيّة تضحية قليلة يمكننا أنْ نقوم بها بالمقارنة مع عطية الله العظيمة المتمثّلة في ابنه الوحيد؟ لقد منحنا الله امتياز أنْ نصير عاملين معه. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ٢٧ يونيو ١٨٩٣. ChSAr 217.2