الخدمة المسيحية

6/270

قنوات مِن النور والبركة

ينبغي أنْ نصير قنوات مكرّسة، تفيض مِن خلالها حياة السماء إلى الآخرين. ينبغي أنْ يحرّك الرُّوح الْقُدُس الكنيسة بأجمعها ويجتاحها، فينقّي القلوب ويثبّتها. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٢٠. ChSAr 18.1

إنّ لكلّ تابع مِن أتباع يسوع عمل يؤدّيه في التبشير بالمسيح، بين أفراد الأسرة والجيران، وفي البلدة أو المدينة التي يعيش فيها. جميع المكرّسين لله هم قنوات للنور. إنّ الله يجعل منهم أدوات للبرّ ليوصلوا نور الحقّ للآخرين. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ٦٣٢. ChSAr 18.2

وكانت نتيجة عمل يسوع عندما جلس مرهقاً وجائعاً عند البئر [بئر يعقوب] انتشار النعمة على نطاق واسع. إنّ تلك النفس الواحدة التي سعى لمساعدتها قد تحوّلت إلى وسيلة للوصول إلى الآخرين وتقديمهم إلى المخلّص. تلك كانت دائما الطريقة التي أحرز بها عمل الله تقدماً على الأرض. فَلْيُضِئْ نوركم أنتم، وعندئذ ستُضئ أنوار الآخرين أيضاً. — غوسبل ووركرز، ١٩٥. ChSAr 18.3

إن كثيرين يرون أنهم مسئولون أمام المسيح وحده عن النور والاختبار الذي لهم، وأنهم مستقلون عن تلاميذه المعترف بهم على الأرض. إن يسوع هو صديق الخطاة وقلبه يرثي لأحزانهم وشقائهم، ومع أنه له سلطان في السماء وعلى الأرض، إلا أنه يحترم الخدام الذين أقامهم لأجل إنارة الناس وخلاصهم. فهو يوجه الخطاة إلى الكنيسة التي قد جعلها أداة لتوصيل النور إلى العالم. — أعمال الرسل، صفحة ٩١. ChSAr 18.4

لقد أوكل إلى الكنيسة الأولى عمل كان يتسع مداه بلا توقف - ألا وهو إقامة مراكز للنور والبركة أينما وجدت نفوس أمينة راغبة في تكريس ذاتها لخدمة المسيح. — أعمال الرسل، صفحة ٦٩. ChSAr 18.5

فكما تتغلغل أشعة الشمس إلى أبعد أركان الأرض كذلك يقصد الله أن يمتد نور الإنجيل إلى كل نفس على الأرض. فإذا تمّمت كنيسة المسيح غـرض ربنا فإنّ النـور يضـيء على ك—ل الجالس—ـين في الظلمـة ووادي ظـلال الموت. — خواطر من جبل البركة، صفحة ٤٢. ChSAr 18.6

إنّه امتياز لكل إنسان أن يكون قناة حيّة يمكن لله بواسطتها أن يمنح للعالم كنوز نعمته، وغنى المسيح الذي لا يُستقصى. لا يوجد ما يرغب فيه المسيح قدر أن يجد اتباعا له يمثلون للعالم روحه وصفاته. ولا شيء يحتاجه العالم قدر إعلان محبة المُخَلِّص بواسطة بني الإنسان. وكل السماء تنتظر قنواتٍ فيها يمكن أن يُصبّ الزيتُ المقدسُ ليكون فرحاً وبركة لقلوب الناس. — المعلم الأعظم، صفحة ٢٧٩. ChSAr 19.1

إنّ مجد كنيسة الله هو في تقوى أعضائها وبرّهم، فهناك تكمن قوّة المسيح. قد يُقلّل البعضُ مِن قيمة التأثير الذي يتركه أبناء الله المُخلِصون، لكنْ سيشعر الناس به بمرور الوقت، وسينكشف بشكل صحيح في يوم المكافأة. إنّ نور المسيحي الحقيقي، وهو يُشرق بالتقوى الثابتة، في الإيمان الذي لا يتزعزع، سوف يثبت للعالم قوّة المُخلِّص الحي. وسيُعلن المسيح في أتباعه بوصفه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية. وعلى الرغم مِن أنّ العالم نادراً ما يعرفهم، إلّا أنّه سيعترف بهم على أنّهم شعب الله الخاص، وقنواته المختارة التي من خلالها يأتي النور إلى العالم. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ٢٤ مارس ١٨٩١. ChSAr 19.2

يا أعضاء الكنيسة! فليضيء نوركم، ولتُسمع أصواتكم في الصلاة المتواضعة شهادةً على الإفراط وحماقة العالم وتسلياته، وفي إعلان الحقّ لهذا الوقت. إنّ صوتكم وتأثيركم ووقتكم — هي جميعها هبات مِن الله، وينبغي استخدامها في ربح النفوس إلى المسيح. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٣٨. ChSAr 19.3

لقد أظْهِرَ لي أنّ تلاميذ المسيح هم ممثّلوه على الأرض. والله يقصد لأنْ يكونوا أنواراً في ظلمة هذا العالم الأخلاقية، مثل النقاط المتناثرة في جميع أنحاء البلاد، في المدن والقرى والبلدات،«مَنْظَرًا لِلْعَالَمِ، لِلْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ». — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ٦٣١. ChSAr 19.4

على أتباع المسيح أن يكونوا نور العالم‏.‏ ولكن الله لا يأمرهم بأن يبذلوا جهداً لكي ينيروا‏.‏ وهو لا يحبّذ أي محاولة مبعثها الاكتفاء بالذات للتظاهر بالصلاح الفائق‏.‏ ولكنّه يرغب في أن تتشرّب نفوسُهم مبادئَ السماء وتتشبّع بها‏،‏ وحينئذ فإذ يحتكّون بالعالم سيشعّ منهم النور الذي فيهم‏.‏ وولاؤهم الثابت في كلّ عمل من أعمال الحياة سيكون من وسائل الإنارة. — خدمة الشفاء، صفحة ٢٢. ChSAr 19.5

عندما ظهر المسيح لشاول الذي كان يضطهده، وهو مكتنف بعمى الضلال والتعصب، فقد وضعه على اتصال بالكنيسة التي هي نور العالم. وفي هذه الحالة نجد أن حنانيا يمثل المسيح كما يمثل خدام المسيح على الأرض المعينين لينوبوا عنه في العمل. فحنانيا الذي ناب عن المسيح لمس عيني شاول لكي ينال البصر، وكنائب عن المسيح يضع عليه يديه وإذ يصلي باسم المسيح يقبل شاول الرُّوح الْقُدُس. فكل شيء قد تم باسم المسيح وسلطانه. فالمسيح هو النبع والكنيسة هي قناة الاتصال. — أعمال الرسل، صفحة ٩١، ٩٢. ChSAr 20.1

إنّ الضلال يسود في كلّ مكان، وعدوّ النفوس العظيم يحشد قواه. إنه يستخدم كافة الحِيل والوسائل ليربك عقول الناس بالأخطاء الخادعة، وبالتالي يدمّر النّفوس. وينبغي على الذين عهد الله إليهم بكنوز حقّه أنْ يدعوا النور يشرق وسط الظلام الأخلاقي. — هستوريكال سكتشز، ٢٩٠. ChSAr 20.2

إنّ الله يطلب من شعبه أن يشرقوا كأنوار في العالم. وهذا ليس واجب الخدّام وحسب، لكنّه أيضاً واجب كلّ تلميذ مِن تلاميذ المسيح. يجب أنْ تكون أحاديثهم سماوية. وبينما ينعمون بالتواصل مع الله، فإنّهم سيرغبون في الاتّصال بزملائهم، لكي يعبّروا بكلامهم وأفعالهم عن محبّة الله التي تُنعِش قلوبهم. وهكذا يكونون أنواراً في العالم، والنور الذي ينتقل من خلالهم لن يُطفأ ولن يُنزَع منهم. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ١٢٢، ١٢٣. ChSAr 20.3

ينبغي على أتباع المسيح أن يكونوا أدوات للبرّ، عمّالاً، حجارة حيّة ينبعث منها النور، حتّى يشجّعوا بذلك ملائكة السماء على الحضور. المطلوب منهم أنْ يكونوا قنوات تفيض عبرها روح الحقّ والبرّ. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ١٢٦، ١٢٧. ChSAr 20.4

لقد جعل الربّ مِن كنيسته مستودعاً للتأثير الإلهي. إنّ مسكونة السماء تنتظر حتى يصبح أعضاء الكنيسة قنوات يتدفّق مِن خلالها تيّار الحياة إلى العالم، كي يتجدّد الكثيرون، ويصيروا بدورهم قنوات تتدفق مِن خلالها نعمة المسيح إلى الأطراف المقفرة مِن كَرْم الربّ. — ذا بايبل إيكو، ١٢ أغسطس ١٩٠١. ChSAr 21.1

إنّ كلّ شخص على صلة بالله سوف يمرّر النور إلى الآخرين. وإذا كان هناك مَن لا نور عنده ليعطيه لغيره، فهذا لأنّه ليس متّصلاً بمنبع النور. — هستوريكال سكتشز، ٢٩١. ChSAr 21.2

لقد عيّن الله أن يقوم أبناؤه بتقديم النور للآخرين، وإذا أخفقوا في فعل ذلك وتُركَت النفوس في ظلام الضلال بسبب فشلهم في القيام بما كان بمقدورهم، إنْ كانوا قد نالوا قوّة الرُّوح الْقُدُس المحيية، عندئذ سيكونون مسؤولين أمام الله. لقد دُعينا مِن الظلمة إلى نوره العجيب، لكي نُخبر بفضائل المسيح. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ١٢ ديسمبر ١٨٩٣. ChSAr 21.3

إن كل من هم مكرسون لله هم قنوات للنور. والله يجعلهم وسائل لإيصال غنى نعمته للآخرين... إن تأثيرنا في الآخرين لا يتوقف على ما نقوله بل على حياتنا وتصرفاتنا. قد يعارض الناس منطقنا ويتحدونه، وقد يقاومون توسلاتنا، ولكن حياة المحبة غير المغرضة هي حجة لا يمكنهم معارضتها أو نقضها. فالحياة الثابتة المتصفة بوداعة المسيح هي قوة في العالم. — مشتهى الأجيال، صفحة ١٢٦. ChSAr 21.4

إنّ الذين كان ينبغي أنْ يكونوا نوراً للعالم لم يقدّموا سوى نوراً ضئيلاً متذبذباً. ما هو النور؟ إنّه التقوى والصلاح والحقّ والرحمة والمحبّة، إنّه الكشف عن الحقّ في الحياة والأخلاق. إنّ الإنجيل ليعتمد على التقوى الشخصية للمؤمنين لكي يحظى بقوّة فاعلة مؤثّرة. لقد أعدّ الله المؤونة مِن خلال موت ابنه المحبوب، حتّى تكون كلّ نفس مستعدّة بالتمام لكلّ عمل صالح. إنّ كلّ نفس ينبغي أنْ تكون نوراً مُشِعّاً لتظهر أمجاد ذاك الذي قد دعانا مِن الظلمة إلى نوره العجيب. «نحن عاملون مع الله.» نعم، عاملون. وهذا يعني القيام بخدمة جادّة في كَرْم الربّ. هناك نفوس ينبغي إنقاذها، نفوس في كنائسنا، في مدارس السبت، وبين جيراننا. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ٢٤ مارس ١٨٩١. ChSAr 21.5

إنّ العمل لأجل الآخرين هو الذي يُبقيهم [أعضاء الكنيسة] على قيد الحياة. إذا صاروا عاملين مع يسوع، فسوف نرى النور في كنائسنا يضيء بثبات أكثر إشراقا ولمعاناً، فتنبعث منه أشعّة تخترق الظلام الكامن خلف حدودها. — هستوريكال سكتشز، ٢٩١. ChSAr 22.1

لقد فكر اليهود في احتكار فوائد الخلاص لأمتهم، ولكن المسيح أبان لهم أن الخلاص ملك لجميع الناس كنور الشمس، إنه ملك العالم كله. — مشتهى الأجيال، صفحة ٢٩١. ChSAr 22.2

إن القلوب التي تستجيب لنداء الرُّوح الْقُدُس هي القنوات التي تجري فيها بركة الله. فلو أن من يخدمون الله هجروا العالم وارتحل روح الرب من بين الناس فإن هذا العالم يترك للدمار والخراب اللذين هما الثمرة المرة لسيادة الشيطان. إن الناس الأشرار، وإن كانوا لا يعلمون ذلك، فهم مدينون ببركات هذه الحياة، إلى وجود شعب الله الذين يحتقرونهم ويظلمونهم في هذا العالم. ولكن إذا كان المسيحيون لا يمتلكون من المسيحية غير اسمها فانهم يشبهون ملحا فقد ملوحته، إذ لا يكون لهم تأثير صالح على العالم. وبسبب سوء تمثيلهم لله يصيرون أشر من غير المؤمنين. — مشتهى الأجيال، صفحة ٢٩٠. ChSAr 22.3