قِصَّة الفداء
مُعارضة باطلة
لقد أعمى الشيطان وملائكته أعين اليهود وأظلم عقولهم، فأثاروا رئيس الشعب والحُكَّام ليقضوا على حياة المُخلِّص. أرسِلَ آخرون ليأتوا بيسوع إليهم، ولكنَّهم ذُهلوا بشدَّة إذ اقتربوا إلى المكان حيث كان. لقد رأوه مفعمًا بالعطف والرحمة، وهو يشهد مُعاناة البشر. لقد سمعوه وهو يشجِّع الضعفاء البائسين ويكلَّمهم بمحبَّة ولطف. وسمعوه أيضًا يتكلَّم بصوتٍ ينمُّ عن سلطان إذ انتهر الشيطانَ وأمر المأسورين بأنْ ينطلقوا أحرارًا. لقد استمعوا إلى كلمات الحكمة التي خرجت مِن شفتيه، فأسرَتهم؛ ولم يستطيعوا إلقاء القبض عليه. فعادوا إلى الكهنة والشيوخ بدون يسوع. SRAr 204.2
وعندما سُئلوا: «لِمَاذَا لَمْ تَأتُوا بِهِ؟” (يوحنَّا ٧: ٤٥)، أخبروهم بما شاهدوه مِن معجزاته، وكلمات الحكمة المُقدَّسة والمحبَّة والمعرفة التي سمعوها منه، وختموا بالقول: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!” (يوحنَّا ٧: ٤٦). اتَّهمهم رؤساء الكهنة بأنَّهم هم أيضًا قد ضلُّوا، وشَعَرَ بعض الرؤساء بالعار لعدم تمكُّنهم مِن الإمساك به. سأل الكهنةُ ساخرين: «ألعلَّ أحدًا مِن الرؤساء أو مِن الفرّيسيِّين آمن به؟». لقد رأيتُ أنَّ كثيرين مِن الحُكَّام والشيوخ قد آمنوا فعلًا بيسوع، لكنَّ الشيطان منعهم مِن الإفصاح عن ذلك؛ إذ خافوا مِن لوم الشعب أكثر مِن خوفهم مِن الله. SRAr 205.1
وحتَّى ذلك الحين، لم يستطع الشيطان بحيله وكراهيَّته أنْ يُفسِد خطَّة الخلاص. كان قد حان الوقت كي يتمِّم يسوع الهدف الذي مِن أجله جاء إلى العالَم. تشاور الشيطان مع ملائكته وقرَّروا أنْ يُثيروا شعب المسيح ليصرخوا بلهفة مُطالبين بدمه ويصبُّوا عليه قسوتهم وسخريتهم. كانوا يأملون أنْ يستاء يسوع مِن تلك المُعاملة ويفشل في الحفاظ على وداعته وتواضعه. SRAr 205.2
وبينما كان الشيطان يضع خططه، كان يسوع يُطلِع تلاميذه بعناية على الآلام التي كان يجب أنْ يقاسيها، وأخبرهم أنَّه سيُصلَب وسيقوم في اليوم الثالث. لكنَّ عقولهم كانت متبلِّدة ولم يستطيعوا إدراك ما قاله لهم. SRAr 205.3