قِصَّة الفداء
رئيس جند الرَّبِّ
وإذ ابتعد يشوع عن جيوش إسرائيل للتأمُّل والصلاة طالبًا أنْ يرافقه حضور الله، رأى أمامه رجلًا بقامة ومكانة جليلة، وكان لابسًا ثياب حرب، «وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ بِيَدِهِ». لم يتعرَّف يشوع إلى هذا الرجل باعتباره جنديًّا مِن جيش إسرائيل، ومع ذلك لم يظهر عليه ما يشير إلى أنَّه عدوّ. وبحماسته بادره يشوع بالقول: «‹هَلْ لَنَا أَنْتَ أَوْ لأَعدَائِنَا؟› فَقَالَ: ‹كَلاَّ، بَلْ أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ. الآنَ أَتَيْتُ›. فَسَقَطَ يَشُوعُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ، وَقَالَ لَهُ: «بِمَاذَا يُكَلِّمُ سَيِّدِي عَبْدَهُ؟” فَقَالَ رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ لِيَشُوعَ: ‹اخْلَعْ نَعْلَكَ مِنْ رِجْلِكَ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ هُوَ مُقَدَّسٌ›. فَفَعَلَ يَشُوعُ كَذلِكَ» (يشوع ٥: ١٣-١٥). SRAr 178.2
لم يكن ذلك الملاك ملاكًا عاديًّا، بل كان الربَّ يسوع المسيح الذي قاد العبرانيِّين وسط البرِّيَّة، ملتحفًا بعمود النار ليلًا وعمود السحاب نهارًا. لقد تقدَّس المكان بحضوره؛ ولذلك أمِرَ يشوعَ بأنْ يخلع نعليه. SRAr 178.3
لقد أرشد الربُّ يشوعَ بعد ذلك في أيِّ اتِّجاه يسير للاستيلاء على أريحا. كان ينبغي إعطاء الأوامر إلى جميع رجال الحرب بالدوران حول المدينة مرَّة واحدة يوميًّا لمدَّة ستَّة أيَّام، وفي اليوم السابع كان عليهم أنْ يدوروا حول أريحا سبع مرَّات. SRAr 178.4