قِصَّة الفداء

76/229

٢١ - خَطِيَّة موسى

يعتمد هذا الفصل على ما جاء في سِفر العدد ٢٠.

عادت جماعة إسرائيل إلى البرِّيَّة مِن جديد، إلى المكان نفسه حيث امتحنهم الله بعد خروجهم مِن مصر بوقت قصير. لقد أخرج لهم الربُّ ماءً مِن الصخرة، وظلَّ الماء يتدفَّق إلى أنْ رجعوا إلى الصخرة مرَّة أخرى، حين أوقف الربُّ مجرى الماء النابض بالحياة ليمتحن إيمان شعبه مجدَّدًا وليرى إذا كانوا سيحتملون اختبار إيمانهم أو سيعودون للتذمُّر على الربِّ مِن جديد. SRAr 164.1

عندما عطش العبرانيُّون ولم يجدوا ماءً، نفذ صبرهم ولم يتذكَّروا قوَّة الله التي أخرجت لهم الماء مِن الصخرة قبل حوالي أربعين سنة مضت. وبدلًا مِن أنْ يثقوا بالله، تذمَّروا على موسى وهرون، وقالوا لهما: «لَيْتَنَا فَنِينَا فَنَاءَ إِخْوَتِنَا أَمَامَ الرَّبِّ» (عدد ٢٠: ٣)، وهذا يعني أنَّهم تمنّوا لو أنَّهم كانوا من ضِمن الجماعة التي هلكت في عصيان قورح وداثان وأبيرام. SRAr 164.2

وصرخوا بغضب مُطالبين: «لِمَاذَا أَتَيْتُمَا بِجَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلَى هذِهِ الْبَرِّيَّةِ لِكَيْ نَمُوتَ فِيهَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا؟ وَلِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِتَأْتِيَا بِنَا إِلَى هذَا الْمَكَانِ الرَّدِيءِ؟ لَيْسَ هُوَ مَكَانَ زَرْعٍ وَتِينٍ وَكَرْمٍ وَرُمَّانٍ، وَلاَ فِيهِ مَاءٌ لِلشُّرْبِ!” (عدد ٢٠: ٤-٥). SRAr 164.3

«فَأَتَى مُوسَى وَهَارُونُ مِنْ أَمَامِ الْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَسَقَطَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا، فَتَرَاءَى لَهُمَا مَجْدُ الرَّبِّ. وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: ‹خُذِ الْعَصَا وَاجْمَعِ الْجَمَاعَةَ أَنْتَ وَهَارُونُ أَخُوكَ، وَكَلِّمَا الصَّخْرَةَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ أَنْ تُعْطِيَ مَاءَهَا، فَتُخْرِجُ لَهُمْ مَاءً مِنَ الصَّخْرَةِ وَتَسْقِي الْجَمَاعَةَ وَمَوَاشِيَهُمْ›. فَأَخَذَ مُوسَى الْعَصَا مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَهُ» (عدد ٢٠: ٦-٩). SRAr 165.1