قِصَّة الفداء

67/229

١٩ - المَقْدِس

يعتمد هذا الفصل على ما جاء في سِفر الخروج ٢٥-٤٠.

لقد صُنِعَت خيمة الاجتماع وِفقًا لأمر الله. أقام الربُّ رجالًا حباهم قدرات فوق الطبيعة لإنجاز ذلك العمل المُبدع. لم يترك الله لموسى ولا للصنَّاع مسألة تخطيط شكل البناء ولا طريقة صنعه. لكنَّ الله نفسه هو الذي أبدَع الخطَّة وأعطاها لموسى، ومعها أعطى تعليمات مُحدَّدة بالنسبة لحجم البناء وشكله والموادّ التي ستُستخدم في إنشائه، وحدَّد كلَّ قطعة أثاث ستوجد فيه. قدَّم الله لموسى مثالًا مُصغَّرًا عن المَقْدِس السماويِّ، وأمره أنْ يصنع كلَّ شيء حسب المِثال الذي أعطي له في الجبل. وسجَّل موسى جميع التعليمات في كتاب وقرأها أمام قادة الشعب. SRAr 151.1

بعد ذلك، أمرَ الربُّ الشعبَ أنْ يُحضِروا تقدمة طوعيَّة، لكي يصنعوا له مَقدِسًا ويسكن هو في وسطهم. «فَخَرَجَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ قُدَّامِ مُوسَى، ثُمَّ جَاءَ كُلُّ مَنْ أَنْهَضَهُ قَلْبُهُ، وَكُلُّ مَنْ سَمَّحَتْهُ رُوحُهُ. جَاءُوا بِتَقْدِمَةِ الرَّبِّ لِعَمَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَلِكُلِّ خِدْمَتِهَا وَلِلثِّيَابِ الْمُقَدَّسَةِ. وَجَاءَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ، كُلُّ سَمُوحِ الْقَلْبِ، جَاءَ بِخَزَائِمَ وَأَقْرَاطٍ وَخَوَاتِمَ وَقَلاَئِدِ، كُلِّ مَتَاعٍ مِنَ الذَّهَبِ. وَكُلُّ مَنْ قَدَّمَ تَقْدِمَةَ ذَهَبٍ لِلرَّبِّ» (خروج ٣٥: ٢٠-٢٢). SRAr 151.2

لقد تطلَّبَ بناء المَقدِس استعدادات عظيمة وباهظة التكلفة. وقد دعت الحاجة إلى جمع كمِّيَّة كبيرة مِن الموادّ النفيسة والغالية الثمن. ومع ذلك، لم يقبل الربُّ سوى التقدمات الطوعيَّة. فالتكريس لِعَمل الله وروح التضحية مِن القلب هي مِن أوَّل المُستلزمات الضروريَّة لإعداد مسكن لله. إذ كان العمل في بناء المقدس يتقدَّم، والشعب يُحضر التقدمات إلى موسى، وهو بدوره يقدِّمها للقائمين على العمل، قام كلُّ الحكماء الصانعين كلَّ عمل المَقدِس بتفحُّص التقدمات ووجدوا أنَّ الشعب قد جلب ما يكفي، بل ما يفوق الحاجة بكثير. فأعلن موسى في كلِّ المحلَّة قائلًا: «لاَ يَصْنَعْ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ عَمَلاً أَيْضًا لِتَقْدِمَةِ الْمَقْدِسِ. فَامْتَنَعَ الشَّعْبُ عَنِ الْجَلَبِ» (خروج ٣٦: ٦). SRAr 152.1