قِصَّة الفداء
مكتوبة على لوحي حجر
تنازل الربُّ بنفسه مِن علياء سمائه ونزل على جبل سيناء مُلتحفًا بالمجد ومحاطًا بملائكته لكي يتركهم بلا عذر. وفي مشهد رهيب ومهيب أعلن شريعة الوصايا العشر. لم يأتمن أنْ يُعلِّمهم إيَّاها إنسان، ولا حتَّى ملائكته، بل نطق بشريعته بصوت مسموع وفي مسمع كلِّ الشعب. وفي هذه أيضًا لم يثق بذاكرة الشعب الضعيفة التي كانت عُرضة لنسيان مطاليبه، فكتبها بإصبعه المقدَّس على لوحي حجر. لقد أراد الله أنْ يمنع عنهم كلَّ إمكانية تخلط مبادئه المقدَّسة بتقاليد البشر، أو تخلق تشويشًا بين مطاليبه وممارسات الناس. SRAr 148.1
وبعد ذلك، اقترب أكثر إلى شعبه الذين كانوا معرَّضين دائمًا للانقياد نحو الضلال، ولم يترك لهم الوصايا العشر وحسب، بل أرشد موسى أنْ يكتب أحكامًا وفرائض مُعطيًا إيَّاه إرشادات دقيقة ومفصَّلة حول ما أراد منهم أنْ يفعلوه، وبهذا الأسلوب حمى الوصايا العشر التي نقشها على لوحي حجر. لقد أعطى الله هذه المطالب والإرشادات المحدَّدة لتجذب الإنسان الخاطئ إلى إطاعة الشرائع الأخلاقيَّة، وهي الشرائع نفسها التي يجد الإنسان نفسه دائمًا مُعرَّضًا لانتهاكها. SRAr 148.2
لو أنَّ الإنسان حافظ على شريعة الله، كما أعطيت لآدم بعد السقوط وحُفِظَت في الفلك بواسطة نوح وأقيمت واحتُرِمَت مِن قِبَل إبراهيم، لما كانت هناك حاجة لفريضة الختان. ولو حافظ نسل إبراهيم على العهد الذي كانت ترمز إليه فريضة الختان، لما دخلوا أبدًا في عبادة الأوثان أو سُمِح لهم بالنزول إلى مصر، ولما احتاج الله لأنْ يُعلن شريعته مِن على جبل سيناء وأنْ ينقشها على لوحي حجر ويحميها بواسطة إرشادات محدَّدة في الأحكام والقوانين التي كتبها موسى. SRAr 148.3