قِصَّة الفداء
إعلان شريعة الله
بعد أنْ أعطاهم الربُّ تلك الدلائل على قوَّته، أخبرهم بهويَّته: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ» (خروج ٢٠: ٢). إنّ الله ذاته الذي أظهر قوَّته بين المصريِّين، نطق الآن بشريعته: SRAr 140.2
«لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. SRAr 140.3
«لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. SRAr 140.4
«لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً. SRAr 140.5
«اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ SRAr 140.6
وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ. SRAr 141.1
«أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. SRAr 141.2
«لاَ تَقْتُلْ. SRAr 141.3
«لاَ تَزْنِ. SRAr 141.4
«لاَ تَسْرِقْ. SRAr 141.5
«لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. SRAr 141.6
«لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ» (خروج ٢٠: ٣-١٧). SRAr 141.7
إنَّ الوصيَّتين الأولى والثانية، اللتين نطق بهما يهوه، تمثِّلان أحكامًا ضدَّ الوثنيَّة؛ وذلك لأنَّ عبادة الأصنام، متى ما مورست، تقود الإنسان إلى التمادي في الْخَطِيَّةِ والتمرُّد، وينجم عنها تقديم ذبائح بشريَّة. يريد الله أنْ يحمينا مِن أدنى اقتراب مِن مثل هذه الرجاسات. كما أعطِيَت الوصايا الأربع الأولى لتُظهر للإنسان واجبه نحو الله. والوصيَّة الرابعة هي حلقة الوصل بين الإله العظيم وبين الإنسان. والسبت، بصفة خاصَّة، قد أعطي لخير الإنسان ولإكرام الله. أمَّا الوصايا الستُّ الأخيرة فهي تُظهِر واجب الإنسان نحو أخيه الإنسان. SRAr 141.8
كان قصد الله أنْ يكون السبت علامة بينه وبين شعبه إلى الأبد. وقد قُصِد أنْ يكون السبت علامة، بمعنى أنَّ جميع الذين يحفظون السبت يُظهرون مِن خلال ذلك أنَّهم يعبدون الإله الحيَّ، خالق السماوات والأرض. كان القصد مِن السبت أنْ يكون علامة بين الله وشعبه طالما كان لله شعبٌ على الأرض يخدمونه ويعبدونه. SRAr 141.9
«وَكَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ يَرَوْنَ الرُّعُودَ وَالْبُرُوقَ وَصَوْتَ الْبُوقِ، وَالْجَبَلَ يُدَخِّنُ. وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ ارْتَعَدُوا وَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ، وَقَالُوا لِمُوسَى: ‹تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ. وَلاَ يَتَكَلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلاَّ نَمُوتَ›. فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: ‹لاَ تَخَافُوا. لأَنَّ اللهَ إِنَّمَا جَاءَ لِكَيْ يَمْتَحِنَكُمْ، وَلِكَيْ تَكُونَ مَخَافَتُهُ أَمَامَ وُجُوهِكُمْ حَتَّى لاَ تُخْطِئُوا›” (خروج ٢٠: ١٨-٢٠). SRAr 142.1
«فَوَقَفَ الشَّعْبُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَمَّا مُوسَى فَاقْتَرَبَ إِلَى الضَّبَابِ حَيْثُ كَانَ اللهُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: ‹هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ أَنَّنِي مِنَ السَّمَاءِ تَكَلَّمْتُ مَعَكُمْ›” (خروج ٢٠: ٢١-٢٢). إنَّ حضور الله المُهيب في سيناء، واضطراب الأرض الذي أحدثه حضوره، والرعود والبروق المُخيفة التي رافقت هذا الحضور الإلهيّ، أوقعت في قلوب الشعب الخوف والوقار لجلال الله وقداسته، حتَّى أنَّهم تراجعوا على الفور ووقفوا بعيدًا مِن حضرة الله المهيبة خوفًا مِن ألّا يقدروا على احتمال مجده الرهيب. SRAr 142.2