قِصَّة الفداء
الله يُعلن عن ذاته في جلال مهيب
«وَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ أَنَّهُ صَارَتْ رُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَسَحَابٌ ثَقِيلٌ عَلَى الْجَبَلِ، وَصَوْتُ بُوق شَدِيدٌ جِدًّا. فَارْتَعَدَ كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي فِي الْمَحَلَّةِ» (خروج ١٩: ١٦). قامت حشود الملائكة التي رافقت الجلال الإلهيّ بجمع الشعب بواسطة صوت يُشبه صوت بوق، وكان الصوت يتعاظم ويزداد أكثر وأكثر حتَّى ارتعدت كلُّ الأرض. SRAr 139.2
«وَأَخْرَجَ مُوسَى الشَّعْبَ مِنَ الْمَحَلَّةِ لِمُلاَقَاةِ اللهِ، فَوَقَفُوا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ. وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ، وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ، وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدًّا» (خروج ١٩: ١٧-١٨). نزلت الحضرة الإلهيَّة لتستقرَّ في سحابة إذ أحاطت بها حاشية رائعة مِن الملائكة الذين ظهروا كشعلات مِن نار. SRAr 139.3
«فَكَانَ صَوْتُ الْبُوقِ يَزْدَادُ اشْتِدَادًا جِدًّا، وَمُوسَى يَتَكَلَّمُ وَاللهُ يُجِيبُهُ بِصَوْتٍ. وَنَزَلَ الرَّبُّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ، إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ، وَدَعَا اللهُ مُوسَى إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ. فَصَعِدَ مُوسَى. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: ‹انْحَدِرْ حَذِّرِ الشَّعْبَ لِئَلاَّ يَقْتَحِمُوا إِلَى الرَّبِّ لِيَنْظُرُوا، فَيَسْقُطَ مِنْهُمْ كَثِيرُونَ. وَلْيَتَقَدَّسْ أَيْضًا الْكَهَنَةُ الَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ إِلَى الرَّبِّ لِئَلاَّ يَبْطِشَ بِهِمِ الرَّبُّ›” (خروج ١٩: ١٩-٢٢). SRAr 139.4
وهكذا، أعلن الربُّ شريعته مِن سيناء في جلال مهيب حتَّى يؤمن الشعب. ثُمَّ أرفق الله إعطاء شريعته باستعراض مُهيب لسلطانه لكي يعرفوا بأنَّه هو الإله الحيُّ الحقيقيُّ وحده. لم يُسمح لموسى بالدخول إلى سحابة المجد، بل سُمح له بأنْ يقترب منها ويدخل في الضباب الكثيف الذي أحاط بها، ووقف بين الشعب وبين الربِّ. SRAr 140.1