قِصَّة الفداء

51/229

١٦ - نجاة إسرائيل مِن العبوديَّة

يعتمد هذا الفصل على ما جاء في سِفر الخروج ١٢: ٢٩ ــ ١٥: ١٩.

عمل بنو إسرائيل بحسب التعليمات التي أعطاها لهم الله؛ وبينما كان ملاك الموت يعبر مِن بيت إلى بيت وسط المصريِّين، كانوا هم يستعدُّون للقيام برحلتهم وينتظرون أنْ يأمرهم الملك المُتعجرف وأعوانه بالرحيل. SRAr 119.1

«فَحَدَثَ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ أَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ الأَسِيرِ الَّذِي فِي السِّجْنِ، وَكُلَّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ. فَقَامَ فِرْعَوْنُ لَيْلاً هُوَ وَكُلُّ عَبِيدِهِ وَجَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ. وَكَانَ صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي مِصْرَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ مَيْتٌ. فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لَيْلاً وَقَالَ: ‹قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعًا، وَاذْهَبُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ. خُذُوا غَنَمَكُمْ أَيْضًا وَبَقَرَكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ وَاذْهَبُوا. وَبَارِكُونِي أَيْضًا›. وَأَلَحَّ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى الشَّعْبِ لِيُطْلِقُوهُمْ عَاجِلاً مِنَ الأَرْضِ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: ‹جَمِيعُنَا أَمْوَاتٌ›” (خروج ١٢: ٢٩-٣٣). SRAr 119.2

«فَحَمَلَ الشَّعْبُ عَجِينَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْتَمِرَ، وَمَعَاجِنُهُمْ مَصْرُورَةٌ فِي ثِيَابِهِمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا. وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ» (خروج ١٢: ٣٤-٣٦). SRAr 119.3

كشف الربُّ لإبراهيم هذا الأمر قبل أنْ يتمّ بحوالي أربعمئة سنة: «فَقَالَ (الرَّبُّ) لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا، وَبَعْدَ ذلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ» (تكوين ١٥: ١٣، ١٤). SRAr 120.1

«وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضًا مَعَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ، مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدًّا» (خروج ١٢: ٣٨). خرج بنو إسرائيل مِن مصر وحملوا معهم ممتلكاتهم التي لم تكن ملكًا لفرعون، فهم لم يبيعوا ممتلكاتهم له. كان يعقوب وبنوه قد أحضروا معهم قطعانهم ومواشيهم إلى مصر، وقد تضاعفت أعداد بني إسرائيل وتزايدت قطعانهم ومواشيهم كثيرًا جدًّا. أدان الله المصريِّين مِن خلال إنزال الضربات عليهم، وجعلهم يستعجلون شعب الله لكي يخرجوا مِن مصر ويأخذوا معهم كلَّ ممتلكاتهم. SRAr 120.2

«وَكَانَ لَمَّا أَطْلَقَ فِرْعَوْنُ الشَّعْبَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ مَعَ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ، لأَنَّ اللهَ قَالَ: ‹لِئَلاَّ يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا رَأَوْا حَرْبًا وَيَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ›. فَأَدَارَ اللهُ الشَّعْبَ فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ بَحْرِ سُوفٍ. وَصَعِدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُتَجَهِّزِينَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. وَأَخَذَ مُوسَى عِظَامَ يُوسُفَ مَعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَحْلَفَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَلْفٍ قَائِلاً: ‹إِنَّ اللهَ SRAr 120.3

سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا مَعَكُمْ›” (خروج ١٣: ١٧-١٩) SRAr 120.4