قِصَّة الفداء

44/229

أيَّام الشبَع

لم يكن بنو إسرائيل عبيدًا. ولم يبيعوا قطعانهم أو أراضيهم أو أنفسهم إلى فرعون مُقابل الطعام، كما فعل الكثير مِن المصريِّين. لقد مُنِحُوا قسمًا مِن الأرض ليسكنوا فيها ومعهم قطعانهم وماشيتهم مقابل الخدمات التي كان يوسف يقدِّمها للمملكة. كان فرعون ينظر بعين التقدير لحِكمَة يوسف في إدارة كلِّ ما كان له علاقة بالمملكة وعلى وجه الخصوص في الاستعداد لمجابهة سنوات الجوع الطويلة التي كانت في طريقها إلى أرض مصر. كان يشعر بأنَّ المملكة بأكملها كانت مَدينة بازدهارها لإدارة يوسف الحكيمة؛ وكإقرار منه بفضل يوسف قال له: «أَرْضُ مِصْرَ قُدَّامَكَ. فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ أَسْكِنْ أَبَاكَ وَإِخْوَتَكَ، لِيَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ. وَإِنْ عَلِمْتَ أَنَّهُ يُوجَدُ بَيْنَهُمْ ذَوُو قُدْرَةٍ، فَاجْعَلْهُمْ رُؤَسَاءَ مَوَاشٍ عَلَى الَّتِي لِي” (تكوين ٤٧: ٦). SRAr 103.3

«فَأَسْكَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَعْطَاهُمْ مُلْكًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ، فِي أَرْضِ رَعَمْسِيسَ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ. وَعَالَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَكُلَّ بَيْتِ أَبِيهِ بِطَعَامٍ عَلَى حَسَبِ الأَوْلاَدِ» (تكوين ٤٧: ١١-١٢). SRAr 104.1

لم يفرض ملك مصر أيَّة ضرائب على والِد يوسف وإخوته، وسمح ليوسف أنْ يمدَّهم بالطعام بسخاء. قال الملك لحكَّامه: ألسنا مدينين ليوسف ولإلهه بهذا الطعام الوافر؟ ألم نختزن الكثير بسبب حكمته؟ فبينما يهلك غيرنا، لدينا نحن ما يكفي! لقد أغنت إدارته الحكيمة المملكةَ بشكل كبير. SRAr 104.2

«وَمَاتَ يُوسُفُ وَكُلُّ إِخْوَتِهِ وَجَمِيعُ ذلِكَ الْجِيلِ. وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَأَثْمَرُوا وَتَوَالَدُوا وَنَمَوْا وَكَثُرُوا كَثِيرًا جِدًّا، وَامْتَلأَتِ الأَرْضُ مِنْهُمْ. ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. فَقَالَ لِشَعْبِهِ: ‹هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا. هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا، فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ›” (خروج ١: ٦-١٠). SRAr 104.3