قِصَّة الفداء

225/229

أمام كرسيِّ المحكمة

إنّ العالَم الشرِّير كلُّه يقف مُتَّهمًا أمام محكمة الله بتُهمة الخيانة العُظمى ضدَّ حُكم السماء. ولا يجدون مَن يترافع عنهم في قضيَّتهم، فهم بلا عُذر وقد صدر ضدَّهم الحُكم بالموت الأبديّ. SRAr 425.2

لقد اتَّضح الآن للجميع أنَّ أجرة الْخَطِيَّةِ ليست الاستقلال النبيل والحياة الأبديَّة، بل العبوديَّة والدمار والموت. والأشرار يرون ما قد أضاعوه مِن خلال حياة العصيان التي عاشوها. إنَّهم احتقروا ثقل المجد الأبديّ الذي لا نظير له عندما قُدِّم إليهم؛ ولكنْ كم يبدو مرغوبًا فيه الآن! تصرخ النفس الهالكة قائلة: «كان يمكنني امتلاك هذا كلِّه، ولكنَّني أبعدتُ هذه الأشياء جميعها عنِّي. آه يا له مِن جنون! لقد استبدلتُ السلام والسعادة والكرامة بالشقاء والعار واليأس”. والجميع يرون أنَّ طردهم مِن السماء عادل. ففي حياتهم أعلنوا قائلين: «لا نُريد أنَّ يسوع هذا يملك علينا». SRAr 425.3

لقد نظر الأشرار إلى تتويج ابن الله وكأنَّهم مفتونون. إنَّهم يرون بين يديه لوحي الشريعة الإلهيَّة، الوصايا التي قد احتقروها وتعدّوا عليها. ويشهدون الدهشة العارمة والفرح الغامر والتمجيد والتسبيح الذي يقدِّمه المُخلَّصون. وإذ تجتاح موجة النغمات العذبة الجموع خارج المدينة، يصرخ الجميع بصوت واحد قائلين: «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ» (رؤيا يوحنَّا ١٥: ٣)، ويسقطون على وجوههم مقدِّمين السجود لرئيس الحياة. SRAr 426.1