قِصَّة الفداء

161/229

استجابة الصلاة

وفي الحال شقَّ الرسول طريقه مُنطلقًا إلى البيت الذي كان إخوته مجتمعين فيه معًا للصلاة؛ فوجدهم في تلك اللحظة عاكفين على الصلاة الحارَّة مِن أجله. «فَلَمَّا قَرَعَ بُطْرُسُ بَابَ الدِّهْلِيزِ جَاءَتْ جَارِيَةٌ اسْمُهَا رَوْدَا لِتَسْمَعَ. فَلَمَّا عَرَفَتْ صَوْتَ بُطْرُسَ لَمْ تَفْتَحِ الْبَابَ مِنَ الْفَرَحِ، بَلْ رَكَضَتْ إِلَى دَاخِل وَأَخْبَرَتْ أَنَّ بُطْرُسَ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ. فَقَالُوا لَهَا: ‹أَنْتِ تَهْذِينَ!›. وَأَمَّا هِيَ فَكَانَتْ تُؤَكِّدُ أَنَّ هكَذَا هُوَ. فَقَالُوا: ‹إِنَّهُ مَلاَكُهُ!›. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَلَبِثَ يَقْرَعُ. فَلَمَّا فَتَحُوا وَرَأَوْهُ انْدَهَشُوا. فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ لِيَسْكُتُوا، وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَخْرَجَهُ الرَّبُّ مِنَ السِّجْنِ. وَقَالَ: ‹أَخْبِرُوا يَعْقُوبَ وَالإِخْوَةَ بِهذَا›. ثُمَّ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ» (أعمال الرسل ١٢: ١٣-١٧). SRAr 296.3

امتلأت قلوب المؤمنين الصائمين المصلِّين بالفرح والشكر، لأنَّ الله قد استمع إليهم واستجاب صلواتهم وأنقذ بطرس مِن يد هيرودس. وفي الصباح اجتمع حشد كبير مِن الناس ليشهدوا إعدام الرسول. أرسل هيرودس ضبَّاطًا إلى السجن لإحضار بطرس في استعراض كبير للأسلحة والحُرَّاس لكي يضمن عدم إفلاته وليُلقي الرعب في قلوب كلِّ المُتعاطفين معه ويُظهر قدرته وسلطانه. كان الحُرَّاس ما يزالون في أماكنهم عند باب السجن، وكانت الأقفال والعوارض مُثبَّتة بإحكام وقوَّة في أماكنها، وكانت السلاسل مربوطة في معصمي الجنديَّين؛ أمَّا السجين فكان قد مضى. SRAr 297.1