قِصَّة الفداء
الملاك يزور كرنيليوس
وبينما كان كرنيليوس يُصلِّي، أرسل الله إليه رسولًا سماويًّا ناداه باسمه. ارتعب قائد المئة، ومع ذلك فقد علم أنَّ الملاك قد أتاه مِن قِبَل الله ليُرشده، فقال: «‹مَاذَا يَا سَيِّدُ؟› فَقَالَ لَهُ: ‹صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارًا أَمَامَ اللهِ. وَالآنَ أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالاً وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ. إِنَّهُ نَازِلٌ عِنْدَ سِمْعَانَ رَجُل دَبَّاغٍ بَيْتُهُ عِنْدَ الْبَحْرِ. هُوَ يَقُولُ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ›” (أعمال الرسل ١٠: ٤-٦). SRAr 283.2
أظهر الله تقديره لخدمة الإنجيل ولكنيسته المنظَّمة مرَّة أخرى. فالملاك لم يُفوَّض إليه أنْ يُخبر كرنيليوس برواية الصليب. ولكنَّ رجلًا خاضعًا للضعفات والتجارب البشريَّة مِثله ــ كما كان هو أيضًا ــ كان هو الشخص المُعيَّن ليبشِّره بالمخلِّص المصلوب والمُقام والمُرتَفِع إلى السماء. لقد أرسِلَ رسول السماء لغرض مُحدَّد، وهو أنْ يجعل كرنيليوس في صلة مع خادم الله، الذي سيُعلِّمه كيف أمكنه أنْ يخلص هو وأهل بيته. SRAr 283.3
أطاع كرنيليوس الرسالة بكلِّ سرور، وفي الحال بعث برسل للبحث عن بطرس بحسب توجيهات الملاك. إنَّ دقَّة هذه التعليمات التي ذُكرت فيها حتَّى حرفة الرجل الذي كان بطرس نازلًا عنده في ذلك الوقت تُبرهِن على أنَّ السماء تعلم علم اليقين تاريخ الناس وعملهم في كلِّ مراكز الحياة. إنَّ الله عليم بالعمل اليوميّ الذي يقوم به العامل المتواضع، كما أنَّه عليم بعمل الملك الجالس على عرشه. إنَّ جشع الناس وقساوتهم وأنانيَّتهم وجرائمهم الخفيَّة، كلُّها معلومة لدى الله، كما هي الحال أيضًا مع أعمالهم الصالحة وإحساناتهم وسخائهم ولطفهم. فالله لا يخفى عليه شيء. SRAr 284.1