قِصَّة الفداء

152/229

٣٩ - خدمة بطرس

يعتمد هذا الفصل على ما جاء في سِفر أعمال الرسل ٩: ٣٢ ــ ١١: ١٨.

قام بطرس أثناء مُتابعته للخدمة بزيارة القدِّيسين المؤمنين في لدَّة. وهناك شفى إينياس الذي ظلَّ مُلازمًا فراشه ثماني سنوات إذ كان مفلوجًا. «فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: ‹يَا إِينِيَاسُ، يَشْفِيكَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. قُمْ وَافْرُشْ لِنَفْسِكَ!›. فَقَامَ لِلْوَقْتِ. وَرَآهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ وَسَارُونَ، الَّذِينَ رَجَعُوا إِلَى الرَّبِّ» (أعمال الرسل ٩: ٣٤-٣٥). SRAr 281.1

كانت يافا قريبة مِن لدَّة، وفيها كانت امرأة اسمها طابيثا ــ الذي ترجمته غزالة ــ قد مرضت وماتت في تلك الفترة. وقد كانت تلميذة فاضلة ليسوع المسيح، واتَّسمت حياتها بفعل الخير والرحمة للفقراء والحزانى وبغيرتها في سبيل الحقّ. وقد كان موتها خسارة فادحة؛ حيث لم تكن الكنيسة الحديثة العهد قادرة على الاستغناء عن مجهوداتها النبيلة. وعندما سمع المؤمنون بأعمال الشفاء العجيبة التي كان يقوم بها بطرس في لدَّة، رغبوا كثيرًا في أنْ يأتي إليهم في يافا. فأرسلوا إليه مبعوثين يلتمسون منه أنْ يعبر إليهم. SRAr 281.2

«فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ، فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَابًا مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ» (أعمال الرسل ٩: ٣٩). أمرَ بطرس بإخراج صديقاتها الباكيات النائحات مِن العلِّيَّة. وجثا على ركبتيه وقدَّم لله صلاة حارَّة كي يعيد الحياة والصحَّة إلى جسدها الذي توقَّف فيه القلب عن الخفقان؛ «فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجًا، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: ‹يَا طَابِيثَا، قُومِي!› فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ، فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً» (أعمال الرسل ٩: ٤٠-٤١). إنَّ هذا العمل العظيم المتمثِّل بإقامة الميِّتة إلى الحياة كان وسيلة لاهتداء الكثيرين في يافا إلى الإيمان بيسوع. SRAr 281.3