قِصَّة الفداء

151/229

الهروب مِن أورشليم

وبينما كان بولس يتحمَّل بشجاعة كلَّ عواقِب تلك الخطوة، كان يُصلِّي إلى الله في الهيكل بكلِّ إخلاص، فظهر له المُخلِّص في رؤيا، قائلًا: «أَسْرِعْ! وَاخْرُجْ عَاجِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ لاَ يَقْبَلُونَ شَهَادَتَكَ عَنِّي” (أعمال الرسل ٢٢: ١٨). كان بولس حتَّى ذلك الحين متردِّدًا في ترك أورشليم دون إقناع اليهود العُصاة بحقيقة إيمانه؛ كان يعتقد أنَّه حتَّى لو ضحَّى بحياته مِن أجل الحقِّ، فلن يكفي ذلك لتسوية الحساب المُخيف الذي أقامه على نفسه بسبب موت اسْتِفَانُوس. فأجاب: «يَارَبُّ، هُمْ يَعْلَمُونَ أَنِّي كُنْتُ أَحْبِسُ وَأَضْرِبُ فِي كُلِّ مَجْمَعٍ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِكَ. وَحِينَ سُفِكَ دَمُ اسْتِفَانُوس شَهِيدِكَ كُنْتُ أَنَا وَاقِفًا وَرَاضِيًا بِقَتْلِهِ، وَحَافِظًا ثِيَابَ الَّذِينَ قَتَلُوهُ» (أعمال الرسل ٢٢: ١٩-٢٠). لكنَّ الرَّد كان أكثر حسمًا مِن ذي قبل: «اذْهَبْ، فَإِنِّي سَأُرْسِلُكَ إِلَى الأُمَمِ بَعِيدًا» (أعمال الرسل ٢٢: ٢١). SRAr 279.1

عندما عَلِمَ الإخوة برؤيا بولس وبالعناية التي أحاطه الله بها، اشتدَّ قلقهم عليه؛ إذ أدركوا أنَّه كان في الحقيقة إناءً مُختارًا مِن الربِّ ليحمل الحقَّ إلى الأمم، فأسرعوا بتهريبه سرًّا مِن أورشليم خوفًا عليه مِن أنْ يقوم اليهود باغتياله. إنَّ رحيل بولس أوقف إلى حين المقاومة والعنف مِن جانب اليهود، ونعمت الكنيسة بفترة مِن الراحة انضمَّ في خلالها أناس كثيرون إلى جماعة المؤمنين. SRAr 279.2