قِصَّة الفداء

144/229

٣٧ - اهتداء شاول

يعتمد هذا الفصل على ما جاء في سِفر أعمال الرسل ٩: ١-٢٢.

اضطرب عقل شاول اضطرابًا هائلًا بسبب موت اسْتِفَانُوس الانتصاريّ. لقد تردَّد في تحيُّزه؛ لكنَّ آراء الكهنة والرؤساء وحججهم أقنعته أخيرًا بأنَّ اسْتِفَانُوس كان مُجدِّفًا؛ وأنَّ يسوع المسيح الذي كان يُبشِّر به كان مُحتالًا، وأنَّ مَن يقومون بالخدمة المُقدَّسة لا بدَّ أنْ يكونوا على صواب. وكونه كان رجلًا حازم الرأي ثابت القصد، فقد اشتدَّ في مقاومته المريرة للمسيحيَّة بعد أن اقتنع اقتناعًا تامًّا بأنَّ آراء الكهنة والكتبة كانت صحيحة. قادته غيرته للانخراط طوعيًّا في اضطهاد المؤمنين. لقد تسبَّب في جرِّ القدِّيسين أمام المحاكم، حيث حُكم عليهم بالسجن أو الموت دون دليل على أيَّة جريمة لمجرَّد أنَّهم كانوا يؤمنون بيسوع. ولقد تشابهت هذه الشخصيَّة ــ ولكنْ باتِّجاه آخر ــ مع غيرة يعقوب ويوحنَّا عندما أرادا أنْ تنزل نار مِن السماء لتلتهم أولئك الذين أهانوا معلِّمهم وسخروا منه. SRAr 268.1

كان شاول على وشك السفر إلى دمشق في رحلة عمل خاصَّة؛ لكنَّه عقد العزم على أنْ يحقِّق هدفًا مزدوجًا ويبحث في طريق رحلته عن جميع المؤمنين بالمسيح. ولتحقيق هذه الغاية قام بالحصول على رسائل مِن رئيس الكهنة لتُقرأ في المجامع، وقد خوَّلته تلك الرسائل أنْ يُلقي القبض على كلِّ الذين يُشكُّ بأنَّهم مؤمنون بيسوع وأنْ يُرسلهم إلى أورشليم لكي يُحاكَموا ويُعاقبوا هُناك. وقد بدأ رحلته وهو في ملء قوَّة الرجولة ونشاطها وعنفوانها مُلتهبًا بنار حماسة مضلَّلة. SRAr 268.2

وإذ اقترب المسافرون المتعبون مِن دمشق، استراحت عينا بولس وهما تنظران إلى الأراضي الخصبة والحدائق الغنَّاء والبساتين الغنيَّة بالثمار ومياه الينابيع الباردة التي جرت هادرة وسط الشجيرات الخضراء. فبعد رحلة السفر الطويلة والمُرهِقة عبر الأراضي المجدبة، كانت تلك المناظر منعِشة لهم جدًّا. وإذ نظر شاول ومرافقوه بإعجاب، أبرق حوله فجأة نور أكثر لمعانًا مِن لمعان الشمس، «فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلاً لَهُ: ‹شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟› فَقَالَ: ‹مَنْ أَنْتَيَا سَيِّدُ؟› فَقَالَ الرَّبُّ: ‹أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ›” (أعمال الرسل ٧: ٤-٥). SRAr 269.1