قِصَّة الفداء

142/229

دفاع اسْتِفَانُوس

سُئِل اسْتِفَانُوس عن صحَّة التهم المُوجَّهة إليه، وبدأ يُدلي بدفاعه بصوت واضح هزَّ المشاعر ودوَّى في أرجاء دار المجمع. وقد تقدَّم ليتلو تاريخ شعب الله المُختار بأقوال أذهلت المجمع. كما أظهر عِلمًا شاملًا بالنظام اليهودي والتفسير الروحي له والذي تجلَّى الآن في المسيح. وقد ابتدأ مِن إبراهيم وتتبَّع تسلسل التاريخ مِن جيل إلى جيل، حيث سرد كلَّ السجلّ القوميّ لشعب إسرائيل حتَّى وصل إلى سليمان، مبيِّنًا النقاط الأكثر تأثيرًا للدفاع عن قضيَّته. SRAr 264.1

وقد أوضح ولاءه الشخصيَّ لله وللإيمان اليهوديّ، بينما أظهر لهم في الوقت نفسه أنَّ الناموس الذي اتَّكلوا عليه للخلاص لم يكن قادرًا على تحرير إسرائيل مِن عبادة الأوثان. وقد أظهر الترابط بين يسوع المسيح وتاريخ اليهود. كما أشار إلى بناء سليمان للهيكل وأقوال إشعياء وسليمان، فقال: «لكِنَّ الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَاتِ الأَيَادِي، كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ(إشعياء): السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي، وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي؟ يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟” (أعمال الرسل ٧: ٤٨-٥٠). إنَّ أسمى مكان لعبادة الله هو في السماء. SRAr 264.2

عندما وصل اسْتِفَانُوس إلى هذا الحدِّ، حدث شغب بين الشعب. قرأ الأسير مصيره مرتسمًا في ملامح الوجوه التي كانت أمامه. لقد رأى المقاومة التي قوبلت بها أقواله التي أملاها عليه الروح القدس. وعلمَ أنَّه كان يقدِّم شهادته الأخيرة. إنَّ القليلين مِمَّن قرأوا خطاب اسْتِفَانُوس يقدِّرون قيمته التقدير المناسب. ينبغي أنْ تؤخذ بالحسبان المناسبة والوقت والمكان بحيث تتمكَّن كلماتُه مِن إيصال معناها بشكل كامل. SRAr 264.3

عندما ربطَ يسوعَ المسيح بالنبوءات وتحدَّث عن الهيكل، مزَّق الكاهن رداءه تعبيرًا عن شعوره بالرعب والاستياء ممَّا سمع. وقد كان هذا العمل بالنسبة لاسْتِفَانُوس علامة على أنَّ صوته سرعان ما سيُبكم إلى الأبد. مع أنَّه كان في منتصف عظته، فقد ختمها بشكل مُفاجئ مُبتَعِدًا عن سلسلة التاريخ، والتفت إلى قضاته الساخطين قائلًا: «يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ، وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ! أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ! أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ؟ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ، الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ، الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ» (أعمال الرسل ٧: ٥١-٥٣). SRAr 265.1