قِصَّة الفداء
ملاك الرَّبِّ أنقذهم
ولاحقًا قد تمَّ القبض على الرسل وسجنهم، واستُدعِي أعضاء السنهدريم للحكم في قضيَّتهم. وتمَّ دعوة عدد كبير مِن الرجال المُتعلِّمين، بالإضافة إلى أعضاء المجلس، وتشاوروا معًا في ما كان عليهم عمله بحقِّ الذين يعكِّرون صفو السلام. «وَلكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: ‹اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هذِهِ الْحَيَاةِ›. فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ» (أعمال الرسل ٥: ١٩-٢١). SRAr 255.1
عندما جاء الرسولان وظهرا بين المؤمنين وقصَّا عليهم كيف قادهما الملاك وسط الجنود الذين كانوا يحرسون السجن وأمرَهما بأنْ يستأنفا العمل الذي قد أوقفه الكهنة، امتلأ الإخوة دهشة وفرحًا. SRAr 255.2
لقد قرَّر الكهنة ورؤساء المجمع أنْ يثبتوا على الرسل تهمة العصيان والثورة، وأنْ يتَّهموهم بقتل حنانيَّا وسفيرة (أعمال الرسل ٥: ١-١١)، وأنْ يقوموا بالتآمر لقتل الكهنة وتجريدهم مِن سُلطتهم. لقد كانوا على ثقة بأنَّهم سيُثيرون بذلك ثائرة الرعاع ليتولّوا الأمر بأنفسهم ويُعاملوا الرسل كما قد عاملوا يسوع. لقد علموا بأنَّ كثيرين مِمَّن لم يقبلوا تعاليم المسيح كانوا يتبرَّمون مِن الحُكم التعسُّفيّ الذي فرضته عليهم السُّلطات اليهوديَّة، وكانوا يشتاقون لأنْ يحدث تغيير حاسِم. وفي حال أبدى هؤلاء اهتمامًا بإيمان الرسل وقبلوه معترفين بأنَّ يسوع هو المسيَّا، سيخشى الكهنة مِن أنْ يشتعل غضب الشعب ضدَّهم، وعندئذ سيُسألون ويُحاسبون حتمًا على قتل المسيح. فصمَّموا على اتِّخاذ إجراءات قويَّة ليمنعوا حدوث هذا. أخيرًا أرسلوا لاستدعاء السجناء للمثول أمامهم. كانت دهشتهم عظيمة عندما جاء مَن يُخبرهم بأنَّ أبواب السجن كانت مُغلقة بكلِّ حرص وأنَّ الحُرَّاس كانوا واقفين في الخارج على حراستهم، لكنَّهم لم يجدوا السجناء في داخل السجن. SRAr 255.3
سُرعان ما وصلهم الخبر: «هُوَذَا الرِّجَالُ الَّذِينَ وَضَعْتُمُوهُمْ فِي السِّجْنِ هُمْ فِي الْهَيْكَلِ وَاقِفِينَ يُعَلِّمُونَ الشَّعْبَ!” (أعمال الرسل ٥: ٢٥). ومع أنَّ الرسل خرجوا مِن السجن بطريقة معجزيَّة، فإنَّهم لم يُعفَوا مِن الفحص والقصاص. كان المسيح قد قال لهم عندما كان معهم: «فَانْظُرُوا إِلَى نُفُوسِكُمْ. لأَنَّهُمْ سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ» (مرقس ١٣: ٩). لقد قدَّم الله لهم بُرهانًا على عنايته بهم ويقين حضوره معهم إذ أرسل لهم الملاك؛ والآن فها قد جاء الوقت الذي يتألَّمون فيه مِن أجل يسوع الذي يكرزون به. لقد تفاعل الناس كثيرًا مع ما رأوه وسمعوه حتَّى أنَّ الكهنة والرؤساء علموا أنَّه مِن المستحيل أنْ يثيروهم ضدَّ الرسل. SRAr 256.1