قِصَّة الفداء

137/229

٣٤ - الولاء للّٰه تحت الاضطهاد

يعتمد هذا الفصل على ما جاء في سِفر أعمال الرسل ٥: ١٢-٤٢.

واصلَ الرسلُ ما كانوا يقومون به مِن أعمال الرحمة في شفاء المُتألِّمين وفي الإعلان بقوَّة عظيمة عن المُخلِّص المصلوب والمُقام. كانت الأعداد تنضمُّ إلى الكنيسة كلَّ يوم بالمعموديَّة، ولكنْ، لم يجرؤ على الانضمام إليهم أحدٌ مِن الذين لم يكونوا متَّحدين مع المؤمنين بالمسيح في القلب والفكر. توافدت إلى أورشليم جموع الناس وهم يحملون معهم المرضى والمُعذَّبين مِن الأرواح النجسة. وقد وُضع كثيرون مِن المُتألِّمين على الأرض في الشوارع التي كان يمرُّ فيها بطرس ويوحنَّا، حتَّى يبرأوا إذا خيَّم ظلَّهما عليهم. إنَّ قوَّة المُخلِّص المُقام قد استقرَّت بالفعل على الرسُل، وقد أجروا آيات ومُعجزات زادت أعداد المؤمنين كلَّ يوم. SRAr 254.1

هذه الأمور حيَّرت الكهنة والحكَّام بشدَّة، وقد احتار الصدُّوقيُّون منهم على وجه الخصوص. لقد رأوا أنَّه إذا سُمِحَ للرسل بأنْ يكرزوا بالمُخلَّص المُقام ويصنعوا مُعجزات باسمه، فإنَّ جميع الناس سيرفضون عقيدتهم التي تُنكر قيامة الأموات وسرعان ما تستأصل شيعة الصدُّوقيِّين. أمَّا الفرِّيسيُّون فقد لاحظوا أنَّ نزعة التلاميذ للكرازة كانت تهدف إلى تقويض الطقوس اليهوديَّة وجعل الذبائح الكفَّاريَّة عديمة التأثير. إنَّ جهودهم السابقة لقمع هؤلاء الكارزين لم تفلح، ولكنَّهم قد عقدوا العزم الآن على وضع حدٍّ لذلك الاهتياج. SRAr 254.2