قِصَّة الفداء

130/229

حلول الروح القدس

«وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا» (أعمال الرسل ٢: ١-٤). إنَّ الروح القدس الذي اتَّخذ هيئة ألسنة مِن نار مُنقسمة عند أطرافها، واستقرَّ على أولئك المجتمعين، وكان يرمز إلى ما نالوه مِن موهبة التكلُّم بطلاقة بِعِدَّة لغات مُختلفة لم يكن لهم بها سابقًا أدنى علم. وظهور النار كان يرمز إلى الحماس المُتَّقد الذي كان الرسل سيعملون به والقوَّة التي ستُرافق عملهم. SRAr 242.1

والأسفار المُقدَّسة التي سبق أنْ فسَّرها لهم المسيح بدأت تتجلَّى في أذهانهم ببريقٍ مُشرقٍ وجمالٍ واضحٍ وحقٍّ قويّ، وذلك يعود إلى تأثير تلك الاستنارة السماويَّة. والآن قد أزيلَ الحِجاب الذي منعهم مِن أنْ يروا نهاية ما قد تمَّ إبطاله، وفهموا موضوع رسالة المسيح وطبيعة ملكوته بوضوح تامّ. SRAr 242.2