قِصَّة الفداء

121/229

النسوة عند القبر

في الصباح الباكر في أوَّل أيَّام الأسبوع، وقبل طلوع الفجر، جاءت إلى القبر النسوة القدِّيسات حاملات الحنوط والأطياب ليدهنَّ جسد يسوع. فوجدن أنَّ الحجر الضخم قد أزيح بعيدًا عن مدخل القبر، وأنَّ جسد يسوع لم يكن هناك. لقد خابت آمالهنَّ، وارتعدن خوفًا مِن أنْ يكون أعداؤهنَّ قد أخذوا الجسد. وفجأة رأين ملاكَين في ثياب بيضاء، وكان وجهاهما مشرقين لامعين. أدرك الكائنان السماويَّان ما كانت النسوة تنوي فعله، وأخبراهُنَّ على الفور أنَّ يسوع لم يكن هناك لأنَّه قد قام، ولكنْ كان يمكنهنَّ أنْ ينظرْن المكان الذي كان مضطجعًا فيه. وأمراهنَّ أنْ يذهبْن ويُخبرْن تلاميذه بأنَّه سيسبقهم إلى الجليل. وبخوف وفرح عظيمين أسرعت النسوة عائدات إلى التلاميذ الحزانى وأخبَرْنهم بكلِّ ما رأيْنه وسمعْنه. SRAr 234.1

لم يستطع التلاميذ أنْ يُصدِّقوا بأنَّ المسيح قد قام، ولكنَّهم ركضوا مسرعين إلى القبر برفقة النسوة اللواتي أتينَ بالأخبار. فوجدوا أنَّ يسوع لم يكن هناك؛ ورأوا أقمشة الكتَّان، ولكنَّهم لم يستطيعوا أنْ يُصدِّقوا الأخبار السارَّة بأنَّه قد قام مِن الأموات. فرجعوا إلى البيت، متعجِّبين ممَّا شاهدوا ومِن الأخبار التي أتت بها النسوة. SRAr 234.2

لكنَّ مريم اختارت أنْ تبقى عند القبر وهي تُفكِّر فيما قد رأته وتشعر بالأسى لفكرة أنَّها ربَّما تكون قد خُدِعَت. لقد شعرت بأنَّ تجارب جديدة كانت في انتظارها، فتجدَّد حزنها وانفجرت في بكاء ونحيب مرير. انحنت مرَّة أخرى لتنظر ثانية داخل القبر، فوجدت هناك ملاكين مُتسربلين بثياب بيضاء. كان أحدهما جالسًا حيث وُضِع رأس يسوع، والآخر جلس حيث كانت رجلاه. تحدَّثا معها برفق وسألاها عن سبب بكائها، فأجابتهما بالقول: «إِنَّهُمْ أخَذُوا سَيِّدي، وَلَسْتُ أعْلَمُ أيْنَ وَضَعُوْهُ!” (يوحنَّا ٢٠: ١٣). SRAr 235.1