قِصَّة الفداء
باكورة الحصاد
بينما كان يسوع مُعلَّقًا على الصليب، صرخ قائلًا: «قَدْ أكْمِل” (يوحنَّا ١٩: ٣٠)، وتشقَّقت الصخور، وتزلزلت الأرض، وتفتَّحت بعض القبور. وعندما قام مُنتصرًا على الموت والقبر وبينما كانت الأرض تترنَّح ومجد السماء يسطع حول تلك البُقعة المُقدَّسة، خرج مِن القبور كثيرون مِن الأموات الأبرار مُطيعين ندائه ليكونوا شهودًا على أنَّه قد قام. إنَّ أولئك الأبرار المقامون والمُنعم عليهم قد خرجوا مُمجَّدين. إنَّهم القدِّيسون المختارون مِن كلِّ العصور، منذ الخليقة وحتَّى زمان المسيح. وهكذا بينما كان قادة اليهود يسعون لإخفاء حقيقة القيامة، اختار الله أنْ يُقيم جماعة مِن قبورهم ليشهدوا بأنَّ يسوع قد قام وليعلنوا مجده. SRAr 233.1
اختلف أولئك المُقامون مِن الموت في القامة والهيئة، فبعضهم بدا أكثر نُبلًا في المظهر عن غيرهم. لقد أخْبِرْتُ بأنَّ سُكَّان الأرض استمرُّوا في انحطاطهم، وظلُّوا يفقدون قوَّتهم البدنيَّة وجمالهم. إنَّ للشيطان القدرة على التسبُّب بالمرض والموت، وفي كلِّ عصر تظهر آثار اللعنة بوضوحٍ أكثر، كما تبدو قوَّة الشيطان بجلاء أوضح. إنَّ الذين عاشوا في أيَّام نوح وإبراهيم كانوا يُشبهون الملائكة في هيئتهم الخارجية وجمالهم وقوَّتهم. ولكنَّ كلَّ جيل مِن الأجيال اللاحقة صار أكثر ضعفًا وعرضة للمرض، كما أنَّ أعمارهم أصبحت أقصر. لقد تعلَّم الشيطان كيف يُزعج الجنس البشري ويُضعفه. SRAr 233.2
وأولئك الذين خرجوا مِن القبور بعد قيامة يسوع ظهروا لكثيرين، وأخبروهم أنَّ الذبيحة المقدَّمة لأجل البشريَّة قد أكمِلَت، وأنَّ يسوع الذي صلبه اليهود قد قام مِن الأموات؛ وللبُرهان على كلامهم أعلنوا قائلين: «نحن قد أقمنا معه». لقد شهدوا أنَّهم خرجوا مِن قبورهم بقوَّته العظيمة. لم يستطع الشيطان وملائكته، ولا رؤساء الكهنة، أنْ يُخفوا حقيقة قيامة المسيح بالرغم مِن التقارير الكاذبة التي انتشرت؛ وذلك لأنَّ تلك الجماعة المقدَّسة التي خرجت مِن القبور نشرت الأخبار الرائعة والمُفرحة؛ ويسوع أيضًا أظهر نفسه لتلاميذه الحزانى والمنكسريّ القلوب مُبدِّدًا مخاوفهم وجالبًا لهم الفرح والابتهاج. SRAr 233.3