قِصَّة الفداء
«لا تلمسيني»
إذ شاحت مريم بنظرها عن القبر، رأت يسوع واقفًا عن قرب، لكنَّها لم تتعرَّف إليه. لقد تحدَّث إليها برفق مُستفسرًا عن سبب حزنها وسألها مَن كانت تطلب. وإذ اعتقدَتْ أنَّه كان البُستانيّ، توسَّلت إليه أنْ يُخبرها أين وضعه، إنْ كان هو مَن حمل جسد سيِّدها، لكي تتمكَّن مِن أنْ تأخذه. تكلَّم إليها يسوع بصوته السماويّ، وقال لها: «يا مريم!». كانت تألف نبرة ذلك الصوت العزيز عليها، وبسرعة أجابت: «رَبُّونِي! الَّذِيْ تَفْسِيْرُهُ: يَا مُعلِّم!» (يوحنَّا ٢٠: ١٦). ولشدَّة فرحها أرادت أنْ تحتضن يسوع؛ لكنَّه قال لها: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ» (يوحنَّا ٢٠: ١٧). فأسرَعت بفرح إلى التلاميذ حاملة تلك الأخبار السارَّة. ولم يمضِ الكثير مِن الوقت قبل أنْ يصعد يسوع إلى أبيه ليسمع منه أنَّ ذبيحته قد قُبِلت، وأنَّه سينال كلَّ سلطان في السماء وعلى الأرض. SRAr 235.2
أحاطت الملائكة بابن الله على شكل سحابة، وأمروا الأبواب الدَّهريَّات أنْ ترتفع ليدخل ملكُ المجد. لقد رأيتُ أنَّه عندما كان يسوع مُحاطًا بمجده في حضرة الله، مع ذلك الحشد السماويّ الباهر، لم ينسَ تلاميذَه على الأرض، بل نال قوَّة مِن أبيه كي يعود ويمنحهم قوَّة. في نفس اليوم عاد وأظهر نفسه لتلاميذه. وسمح لهم حينذاك أنْ يلمسوه، لأنَّه صعد إلى أبيه ونال قوَّة. SRAr 236.1