قِصَّة الفداء

119/229

رواية الحرس الرومانيّ

إذ رحل الملائكة السماويُّون عن القبر وتلاشى النور والمجد، تجرَّأ الحرس الرومانيُّ على أنْ يرفعوا رؤوسهم لينظروا حولهم. لقد امتلأوا دهشة إذ رأوا أنَّ ذلك الحجر العظيم قد تدحرج بعيدًا عن مدخل القبر وأنَّ جسد يسوع قد اختفى. أسرعوا الخُطى إلى المدينة لِيُعلِموا الكهنة والشيوخ بما قد رأوا. وإذ استمع أولئك القتلة إلى ذلك التقرير العجيب، شحبت وجوههم وتملَّكهم الرعب وهم يفكِّرون فيما قاموا بفعله. ففي حال كانت تلك الرواية صحيحة، فهم خاسرون. لقد ظلّوا صامتين لبعض الوقت، ينظر كلُّ واحد منهم إلى وجه الآخر مِن دون أنْ يعلموا ما الذي سيقومون بقوله أو عمله. فقبولهم لتلك الرواية هو إدانة لأنفسهم. اختلوا جانبًا ليتشاوروا فيما ينبغي عليهم عمله. لقد تحاجّوا فيما بينهم معتقدين أنَّه إن انتشرت رواية الحُرَّاس بين الشعب، فإنَّ الذين اقتادوا المسيح إلى الموت سيُحكم عليهم بالقتل باعتبارهم قتلة مجرمين. SRAr 232.1

وتقرّرَ استئجار الجنود لأجل الحفاظ على سرِّيَّة الأمر، وهكذا قدَّم لهم الكهنة والشيوخ مبلغًا كبيرًا مِن المال، وقالوا لهم: «قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ» (متَّى ٢٨: ١٣). وعندما سأل الحُرَّاس عن المصير الذي سيحلُّ بهم بسبب نومهم في وقت حراستهم، وَعدَهم قادةُ اليهود بأنْ يُقنِعوا الحاكم ويضمنوا سلامتهم. وهكذا باع الحرَّاسُ الرومان شرفهم ووافقوا على العمل بمشورة الكهنة والشيوخ مقابل المال. SRAr 232.2