قِصَّة الفداء

118/229

أبوك يدعوك

بعد ذلك، صرخ الملاك النازل مِن السماء بصوت جعل الأرض تتزلزل: «يا ابن الله، إنَّ أباك يدعوك لتخرج!» ما عاد للموت سلطان عليه. قام يسوع مِن بين الأموات غالبًا منتصرًا. وفي رهبة مقدَّسة أمعنت الملائكة النظر في ذلك المشهد. وإذ خرج يسوع مِن القبر، انحنى الملائكة إلى الأرض في سجود، ورحَّبوا به بأغاني الغلبة والنصر. SRAr 231.1

لقد أجبِرَ ملائكة الشيطان على الهرب مِن نور الملائكة الساطع المُبهر، واشتكوا بكلِّ مرارة إلى مَلِكهم بأنَّ فريستهم قد أخِذَت منهم بعنف وأنَّ ذاك الذي كانوا يبغضونه بشدَّة قد قام مِن الأموات. كان الشيطان وأعوانه يفتخرون بأنَّ سلطانهم على الإنسان الساقط قد وضع ربِّ الحياة في القبر، ولكنَّ انتصارهم الجهنَّميَّ لم يدم طويلًا. وبما أنَّ يسوع قد خرج مِن بيت سجنه منتصرًا عظيمًا، أدرك الشيطان أنَّه سيموت بعد مدَّة مِن الزمان وأنَّ مملكته ستعود إلى صاحبها. حزن الشيطان وغضب لأنَّ يسوع ــ برغم كلِّ ما بذله الشيطان مِن جهود ــ لم يُهزم بل فتح طريقًا لخلاص الإنسان، وكلُّ مَن سيسير فيه سيخلص. SRAr 231.2

عقد الملائكة الأشرار وقائدهم مجلسًا تداولوا فيه كيف أمكنهم مواصلة العمل ضدَّ حُكم الله. أمرَ الشيطان خُدَّامه أنْ يذهبوا إلى رؤساء الكهنة والشيوخ. وقال: «لقد نجحنا في خداعهم، أعمينا عيونهم، وقسَّينا قلوبهم ضدَّ يسوع. جعلناهم يعتقدون بأنَّه دجَّال، وأنَّ الحرَّاس الرومان سيحملون الأخبار البغيضة بأنَّ المسيح قد قام. لقد قُدنا الكهنة والشيوخ لكي يبغضوا يسوع ويقتلوه. والآن أقنِعوهم بأنَّه إذا انتشر خبر قيامته، فإنَّ الشعب سيرجمهم لأنَّهم قتلوا إنسانًا بريئًا». SRAr 231.3