خدمة الشفاء
٢ - الصلاة لأجل المرضى
يقول الكتاب: « ينبغي أن يُصلى كل حين ولا يمُل» (لوقا 18: 1). وإذا كان هناك وقت يحس فيه الناس بحاجتهم إلى الصلاة فهو الوقت الذي فيه تخور قواهم ويبدو أن الحياة نفسها تقلت من قبضتهم. كثيراً ما ينسى من هم يتمتعون بالصحة المراحم العجيبة التي تغدق عليهم يلا انقطاع يوما فيوما وسنة فستة، ولا يقدمون عنها واجبات الشكر والحمد الله على عطاياه . ولكن عندما يهجم المرض يذكر الناس الله. وعندما تخيب القوة البشرية يحس الناس بحاجتهم إلى معونة الله. وإن إلهنا الرحيم لا يحول وجهه أبداً عن النفس التي تطلب معونته بإخلاص. إنه ملجأنا في المرض كما في الصحة. KS 139.1
«كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن» (مزمور ۱۳:۱۰۳ و 14). KS 139.2
«من طريق معصيتهم ومن آثامهم يذلون. كرهت أنفسهم كل طعام واقتربوا إلى أبواب الموت» (مزمور ۱۷:۱۰۷ و ۱۸). KS 139.3
( فصرخوا إلى الرب في ضيقهم وخلصهم من شدائدهم. أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم من تهلکاتهم» (مزمور ۱۰۷ : ۱۹ و ۲۰). KS 139.4
إن الله مستعد أن يرد للمريض صحته الآن كما كان عندما نطق الروح القدس بهذه الأقوال على لسان المرنم . والمسيح هو نفسه الطبيب الرحيم الآن كما كان إبان خدمته على الأرض . ففيه البلسم الشافي لكل مرض ، وهو يعيد القوة لكل ضعيف. وعلى تلاميذه اليوم أن يصلوا لأجل المرضى تماماً كما كان التلاميذ يصلون قديماً. ويتبع ذلك الشفاء لأن «صلاة الإيمان تشفي المريض». إن لنا قوة الروح القدس ويقين الإيمان الهادئ الذي يستطيع أن يطالب الله بمواعيده . إن وعد الرب هو هذا: «يضعون أيديهم على المرضى فيبر أون » (مرقس ۱6: ۱۸). و هو قول موثوق به الآن كما كان في عهد الرسل. إنه يقدم امتياز أولاد الله وينبغي لإيماننا أن يتمسك بكل مشتملات الوعد. إن خدام المسيح هم وسيلة عمله، وعن طريقهم يقصد أن يستخدم قوته الشافية. وعملنا هو أن تقدم المرضى والمتألمين إلى الله على أذرع إيماننا. وعلينا أن نعلمهم أن يؤمنوا بالشافي العظيم . KS 139.5
إن المخلص يريدنا أن نشجع المرضى اليائسين والمتعبين على التمسك بقوته. وبالإيمان والصلاة يمكن أن تتحول غرفة المريض إلى بيت إيل. ويمكن للأطباء والممرضات بالقول والعمل أن يقولوا بوضوح بحيث لا يساء فهم هذا القول «إن الله في هذا المكان» ليخلص لا ليهلك. والمسيح يريد أن يعلن حضوره في حجرة المريض إذ يملأ قلوب الأطباء والممرضات بحلاوة محبته. إذا كانت حياة من يعانون بالمريض حياة تمكن المسيح من أن يذهب معهم إلى سرير المريض فسيأتيه الاقتناع بأن المخلص الرحيم حاضر، وهذا الاقتناع في ذاته سيفعل كثيرا في شفاء النفسي والجسد. KS 140.1
والله يسمع الصلاة. فلقد قال المسيح: «إن سألتم شيئاً باسمي فإني أفعله» (يوحنا 14: 14)، فقال أيضاً: «إن كان أحد يخدمني يكرمه الآب» (يوحنا 12: ٢٦). وإذا عشنا حسب كلمته فكل موعد من مواعيده الثمينة التي وعد بها سيتم لنا. إننا غير مستحقين رحمته، ولكن عندما نسلم أنفسنا له فهو يقبلنا. إنه سيعمل لأجل من يتبعونه وعن طريقهم . KS 140.2