خدمة الشفاء

5/271

الخدمة الفردية

إن المسيح لم يهمل فرصة لإذاعة إنجيل الخلاص. اصغ إلى أقواله العجيبة التى قالها لتلك المرأة السامرية. كان جالساً على بئر يعقوب عندما أتت المرأة لتستقي ماء. فائدة اندهاشها سمعته يطلب منها أن تسدي إليه معروفا إذ قال لها: «أعطيني لأشرب». كان يطلب جرعة من الماء البارد، و کان بر غبا ایضا فی أن يفتح الطريق الذي به يمكنه أن يعطيها ماء الحياة . فقالت له المرأة: «كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية. لأن اليهود لا يعاملون السامريين»، فأجاب يسوع وقال لها: «لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا... كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً. ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية» (يوحنا 4 :7-14). KS 13.3

ما كان أعظم اهتمام المسيح الذي أبداه لهذه المرأة الواحدة! وكم كان كلامه غيوراً وفصيحا! فما إن سمعت المرأة ذلك الكلام حتى تركت جرتها ودخلت إلى المدينة لتقول لأصدقائها: «هلموا انظروا إنساناً قال لي كل مافعلت، ألعل هذا هو المسيح»؟ ثم نقرأ هذا القول: «فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين» (يوحنا ٤ : ٢٩ و ٣٩). ومن ذا الذي يستطيع أن يقدر التأثير الذي أحدثه هذا الكلام في خلاص نفوس الناس السنين التي مرت منذ ذلك اليوم إلى الآن؟ KS 13.4

فأينما توجد قلوب مفتوحة لقبول الحق فإن المسيح مستعد لأن يعلمها. فهو يعلن لها الأب، ويريها الخدمة المقبولة لدى ذاك الذي يكشف خفايا القلوب. إن أناساً كهؤلاء لا يكلمهم بأمثال. بل يقول لهم ما قاله للمرأة التي كانت عند البئر: «أنا الذي أكلمك هو». KS 14.1