خدمة الشفاء
تأثير العشرة
أن كلمة الله تشدد تشديدا قويا على ما للعشرة من تأثير حتى في الرجال والنساء. فكم بالأحرى يكون تأثيرها عظيما في عقول الأولاد والشباب وأخلاقهم الناشئة. فالعشراء الذين يعاشرونهم والمبادئ التي يعتنقونها والعادات التي يكونوها لا بد أن تقرر مسألة نفعهم في هذا العالم وصالحهم الأبدي المستقبل. KS 249.5
إنها حقيقة رهيبة، حقيقة يجب أن ترتجف لها قلوب الآباء وهي أن في كثير من المدارس والكليات التي يرسل إليها الشباب لتحصيل الثقافة والتدريب العقلي تسود بعض المؤثرات التي تشوه الأخلاق وتبعد الأذهان والعقول عن أهداف الحياة الحقيقية وتحط الأخلاق. وعن طريق معاشرة غير المتدينين ومحبي الملذات والفاسدين يخسر كثيرون جدا من الشباب البساطة والطهارة والإيمان بالله وروح التضحية التي عززها الآباء والأمهات المسيحيون وحرصوا عليها و صانوها بالتعليم الحريص والصلاة الحارة. KS 250.1
إن كثيرين ممن يدخلون المدرسة ليهيئوا أنفسهم لخدمة ما غير أنانية تراهم منصرفين إلى دروس عالمية. لقد أثير فيهم حُب إحراز الامتياز في المدرسة والحصول على المقام والكرامة في العالم ، والهدف الذي من أجله قد دخلوا المدرسة فقد فقدوا أهميته، فكرسوا حياتهم للأمور الأنانية والعالمية. وكثيرا ما يكتسبون عادات تكون سبب تدمير لحياتهم في العالم وخسران العالم الآتي . KS 250.2
ومن القواعد المسلم بها أن الرجال والنساء المتسعي الأفكار ذوي الأغراض التي لا تشوبها أثرة وذوي المطامح النبيلة هم الذين نمت فيها هذه الخصائص وترعرعت عن طريق معاشرتهم الناس في شبابهم. إن الله في كل معاملاته مع العبرانيين شدد على أهمية مراقبة معاشرات أولادهم ، وكل التنظيمات المدنية والدينية والاجتماعية التي شُكلت، كان الهدف منها صيانة الأولاد من المعاشرات الضارة وجعلهم منذ صباهم على علم ودراية بوصايا وعيادة شريعة الله . إن الدرس العملي الذي أعطي عند ميلاد الأمة كان بطبيعته ليؤثر تأثيرا عميقاً في كل القلوب. فقبل وقوع الضربة الاخيرة المخيفة على المصريين ، أي موت الأبكار، أمر الله شعبه بأن يجمعوا أولادهم داخل بيوتهم. وقد رُشت العتبة العليا في كل بيت بالدم. وكان يجب أن يبقى الجميع في داخل الحماية التي ضمنها هذا الرمز . وهكذا اليوم فكل الوالدين الذين يحبون الله و يتقونه عليهم أن يحافظوا أولادهم ضمن «رباط العهد» - في حماية تلك المؤثرات المقدسة التي صارت ميسورة بواسطة دم المسيح الفادي . KS 250.3
لقد قال المسيح عن تلاميذه: «اعطيتهم كلامك . . . لأنهم ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم» (يوحنا 17 - 14). KS 250.4
إن الله يأمرنا قائلا: «لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم» (رومية ۲:۱۲). KS 250.5
«لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه أية خلطة للبر والإثم وأية شركة للنور مع الظلمة . . . وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان، فإنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا. لذلك «أخرجوا من وسطهم واعتزلوا ولا تمسوا نجسا فأقبلكم وأكون لكم أبا وانتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء» (2 كورنثوس6 : 14 - 18). KS 250.6