خدمة الشفاء

164/271

قوانين للترخيص بالخمر

إن كثيرين يدافعون عن الترخيص المتاجرة في الخمور يقولهم إن هذا يحد من شرب الخمر. ولكن الترخيص بالمتاجرة فيها يضعها تحت حماية القانون . فالحكومة تصادق على بقاء الخمور، وهكذا تشجع الشر الذي هي مدعوة لتقييده . وتحت حماية قوانين الترخيص تقام مصانع البيرة ومعامل تقطير المسكرات ومصانع الخمور في کل البلاد . وثابر بائع الخمور على عمله تحت سمعنا وبصرنا وامام بيوتنا. KS 211.1

وکثیر ما يُنهی عن بیع المسکرات لمن هو سکران أو لن يعرف عنه أنه سکیر مدمن، ولكن عملية جعل الشباب سكرين تسير متقدمة إلى الأمام باطراد. إن نفس حياة تجارة الخمور وقيامها يتوقفان على خلق الشهوة الشرب الخمر في تفوس الشباب . فالشباب يقادون خطوة فخطوة حتى ترسخ في نفوسهم عادة السكر ويحس KS 211.2

الشاب بتعطش لشرب الخمر ويحاول أن يروي تعطشه هذا بأي ثمن . إن إعطاء الخمر للمدمن يبدو أخف ضررا، إذ أن إفلاسه وهلاكه يكون قد سبق فتقرر، ذلك أخف ضرراً من أن نسمح لزهرة شبابنا آن للهلاك عن طريق هذه العادة المخيفة. KS 211.3

إن في إباحة المتاجرة بالخمور تظل التجربة أبداً مائلة أمام من يحاولون الإصلاح. لقد أقيمت مؤسسات فيها يمكن مساعدة ضحايا الإدمان حتى ينتصروا على شهواتهم وحبهم للخمر، وهذا عمل نبيل . ولكن طالما كان القانون يصادق على بيع الخمور فإن المدمنين لا يحصلون على فائدة كبيرة من ملاجئ السكيرين هذه. وهم لا يستطيعون البقاء فيها دائما. وعليهم ان يعودوا لأخذ مكانهم في المجتمع . واشتهاء المسكرات وإن يكن قد أُخضع إلا أنه لم يستأصل تماماً، فعندما تهاجمهم التجربة كما يحدث من كل ناحية ففي غالب الأحيان يسقطون فريسة سهلة. إن الإنسان الذي عنده وحش شرير شديد الأذى ومع علمه بطبيعته وميله يعطيه الحرية، هو مسؤول أمام قانون البلاد عن الشر الذي يمكن أن يحدثه. في الشرائع المعطاة لإسرائيل أمر الرب أنه عندما تكون هناك بهيمة عُرف عنها أنها مؤذية قد تسببت في موت إنسان فلابد أن صاحبها يدفع حياته ثمناً لإهماله أو خبثه. وعلى نتائج استمرار تلك التجارة . وإذا كان إعطاء الحرية لبهيمة مؤذية جريمة تستحق الموت فكم تكون جريمة إباحة عمل بائع الخمور أعظم بما لا يقاس ! KS 211.4

والتراخيص تعطى بحجة كونها تأتي بمورد ثروة كبيرة إلى خزانة الدولة. ولكن ما قيمة هذا الدخل لو قورن بالتكلفة العظيمة التي تتكبدها الدولة في معالجة المجرمين والمعتوهين والمتسولين الذين هم ثمرة المتاجرة بالخمور ! ها انسان واقع تحت تأثير الخمر يرتكب جرما. ويؤتى به أمام منصة القضاء ليحاكم ، وأولئك الذين رخصوا بتجارة الخمور يضطرون لمعالجة نتائج عملهم. لقد رخصوا ببيع المشروبات التي تصيب الإنسان العاقل بالجنون . والأن يلزمهم أن يرسلوا الرجل إلى السجن أو إلى المشنقة، بينما تترك زوجته وأولاده معدمين في الغالب ليكونوا عبئا على المجتمع الذي يعيشون فيه. KS 212.1

فلدى التأمل في الناحية المالية من المشكلة، أي جنون هو أن نبيح مثل هذه التجارة ! ولكن أي مورد أو أي مال يمكن أن يعوض عن ضياع عقل الإنسان ، ومحو صورة الله في الإنسان وتشويهها، وفقر الأولاد الذين تصل بهم الحال إلى التسول والانحطاط ، و ترسخ في نفوسهم الميول الشريرة التي كانت في نفوس آبائهم السكيرين ؟ KS 212.2