خدمة الشفاء

163/271

مسؤولية الكنيسة

إن مصلحة الخمر هي قوة في العالم ، وتنحاز إليها قوة متضافرة من المال والعادة والاشتهاء. والإنسان يحس بقوتها حتى في الكنيسة. فالناس الذين كونوا ثرواتهم بطريق مباشر أو غير مباشر من المتاجرة في الخمور هم أعضاء في الكنائس ، وهم «فی مرکز حسن مرموق». و کثیرون منهم يقدمون من أموالهم بسخاء لاعمال الخير العامة. وعطاياهم السخية وتبرعاتهم تساعد في إتمام مشاريع الكنيسة وإعالة خدامها. وهم يزعمون الاعتبار الذي يعطى قوة المال. والكنائس التي تقبل مثل هؤلاء الأعضاء هي في الواقع تساند تجارة الخمر. وفي أحيان كثيرة جداً لا تكون لدى الخادم الشجاعة التي بها يقف إلى جانب الحق ، وهو لا يعلن لشعبه ما قاله الله عن عمل بائع الخمر، فلو تكلم بصراحة فلابد أن يغضب أعضاء كنيسته، ويضحي بشهرته و سمعته و یخسر مرتبه . KS 210.2

ولكن فوق محكمة الكنيسة توجد محكمة الله. فذاك الذي قد أعلن للقائل الأول قائلا: «صوت دم أخيك صارخ إليّ من الأرض» (تكوين 4 : 10) لن يقبل تقدمات بائع المسكر لتوضع على مذبحه. إن غضبه يشتعل ضد من يحاولون أن يستروا جريمتهم برداء السخاء الريائي . إن أموالهم ملوثة بالدم ، واللعنة عليها. KS 210.3

«لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب . . . حينما تأتون ليظهروا أمامي من طلب هذا من ایدیکم أن تدوسوا دوري . لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة ... فحین تبسطون أيديكم أستر عينيّ عنكم وإن كثرتم الصلاة لا اسمع . أيديكم ملآنة دما» (إشعياء 1 : 11 - 15). KS 210.4

في مقدور السكير أن يفعل شيئا أفضل. لقد أودعت بين يديه ودائع ووزنات ليكرم بها الله ويبارك العالم ، ولكن بني جنسه وضعوا شريكا لنفسه ووطدوا أنفسهم على انحطاطه. لقد عاشوا حياة التنعم والرفاهية بينما ضحاياهم التعساء الذين قد سلبوهم يحتضنهم الفقر والشقاء. ولكن الله لابد أن يطالب بهذا، يطالب من قد أعان على الإسراع في جلب الشقاء على السكير. فذاك الذي يملك في السموات لم يغب عن نظره العلة الأولى أو الأثر الأخير للسكر. إن من يهتم بالطيور ويكسو عشب الحقل لن يتغافل عن أولئك الذين خُلقوا على صورته واشتروا بدمه بحيث لا يلتفت إلى صراخهم ، فالله يلاحظ ويراقب كل هذا الشر الذي يؤيد الجريمة وينشر الشقاء . يمكن أن العالم والكنيسة يبديان الإستحسان نحو الإنسان الذي قد جمع ثروته بـتحقير النفس البشرية. ويمكن أن يبتسموا لمن قد جر الناس خطوة بعد خطوة في طريق العار والانحطاط. ولكن الله يلاحظ هذا كله ويقضي قضاء عادلا. قد يُعتبر بائع الخمور تاجرا ناجحا في نظر العالم . اما الرب فيقول : «ويل له» - وستسند إليه تهمة كونه علة اليأس والشقاء والألم الذي حل بالعالم نتيجة المتاجرة في الخمور ولن يستطيع الإجابة عن فاقه وشقاء الأمهات والأطفال الذين قاسوا الأهوال إذا افتقروا إلى الطعام والكساء والمأوى ودفنوا كل رجاء فرح. ولن يستطيع الإجابة عن النفوس التي قد ألقى بها إلى الأبدية على غير استعداد من جانبها. والذين يؤيدون بائع الخمر ويساعدونه في عمله هم شركاؤه في الجرم . وسيقول لهم الله: «أيديكم ملآنة دما» . KS 210.5