خدمة الشفاء
عمل الخير
من أقوى المعطلات لشفاء المرضى تركيز الالتفاف على أنفسهم. فكثيرون من ذوي العاهات يحسون أنه ينبغي لكل إنسان أن يقدم لهم العطف والعون، في حين أن ما يحتاجونه في تحويل انتباههم بعيداً عن أنفسهم ليفكروا في الآخرين ويرعوهم. KS 159.2
كثيراً ما تُطلب الصلاة لأجل المتألمين والمحزونين والخائفين والخاسرين وهذا صواب. فينبغي أن نصلي ليشرق الله بنوره على العقول المظلمة ويعزي القلوب الحزينة. ولكن الله يجيب الصلاة لأجل من يضعون أنفسهم في مجرى بركاته. فعندما تقدم الصلاة لأجل هؤلاء الحزانى فيجب أن نشجعهم حتى يحاولوا مساعدة من هم أشد احتياجاً منهم. وتنقشع الظلمة بعيداً عن قلوبهم حالما يحاولون مساعدة الآخرين. فعندما تحاول تعزية الآخرين بالتعزية التي نتعزى نحن بها البركة ترتد إلينا. KS 159.3
إن ما ورد في الإصحاح الثامن والخمسون من سفر إشعياء هو وصفة طبية لأمراض الجسد والنفس. فإذا رغبنا في الصحة وفرح الحياة الحقيقي فعلينا أن نمارس عملياً القوانين المدونة في هذا الإصحاح. فالرب يقول عن الخدمة المقبولة لديه وبركاتها: KS 159.4
«أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك إذا رأيت عرياناً تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك ، حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعا ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع مسافاتك ، حينئذ تدعو فيجيب الرب تستغيث فيقول هأنذا. إن نزعت من وسطك النير والإيماء بالتصنيع وكلام الإثم. وأنفقت نفسك للجائع وأشبعت النفس الذليلة يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر. ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وین شط عظام قصير کجنة ریا وکنبع مياه لا تنقطع مياهه» (إشعياء 58 : 7-11). KS 159.5
الأعمال الصالحة هي بركة مضاعفة يستفيد منها المحسن والمحسن إليه. إن الشعور بعمل ما هو صواب هو من أفضل العلاجات الأجسام والعقول المريضة. فعندما يكون العقل حراً وسعيداً، عندما يحس الإنسان بأنه قد قام بواجبه على أكمل وجه وعندما يكون راضياً عن إسعاد الآخرين فإن القوة المبهجة الرائعة تضفي على كيانه كله حياة جديدة . KS 159.6
يجب على ذي العاهة بدلأ من استدرار العطف دائماً، أن يحاول تقديم العطف الغير. ألق حمل ضعفك وحزنك وألمك على المخلص الرحيم. أفتح قلبك محبته واجعلها تقيض منك إلى الآخرين. أذكر أن لكل إنسان تجاربه التي يصعب احتمالها، والمغريات التي يصعب عليك مقاومتها، ومن ثم يمكنك أن تفعل شيئاً تخفيف هذه الأعباء، عبر عن شكرك على البركات التي عندك ، ويراهن على تقديرك للاهتمام الذي حصلت عليه. اختزن في قلبك مواعيد الله الثمينة حتى يمكن أن تستخرج من هذا الكنز الكلام الذي هو كفيل يجلب السعادة والقوة للآخرين. فهذا يحيطك يجو معين ورافع. ليكن هدفك أن تبارك من هم حولك، وحينئذ تجد وسائل يمكن بها أن تعين أفراد عائلتك والآخرين. KS 160.1
إذا كان من يتألمون من اعتلال صحتهم ينسون الذات في غمرة اهتمامهم بالآخرين، وإذا كانوا يتمنون أمر الرب بخدمة من هم أشد احتياجاً منهم في ستحققون صدق الوعد النبوي: «حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعاً». KS 160.2