التربيـــة

27/60

رسالة الكوكب

ثم أن الكواكب لها هي أيضا رسالة فرح لكل انسان. ففي تلك الساعة التي تجيء على الجميع حين يكون القلب خائرا وتضغط عليه التجربة بكل قوتها وعندما تبدو العوائق وإذا هي كأداء لا يمكن تخطيها وتبدو أهداف الحياة مستحيلة التحقيق ووعودها الجميلة كتفاح سدوم ، إذا فأين توجد شجاعة وثبات كاللذين يوجدان في الدرس الذي قد أمرنا الله أن نتعلمه من الكواكب في مسيرها دون أن يزعجها شيء ؟ Tr 135.1

«ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه ، من الذي ´يخرج بعدد جندها يدعو كلها باسماء . لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يفقد احد. لماذا تقول يا يعقوب وتتكلم يا إسرائيل قد اختقت طريقي عن الرب وفات حقي الهي. أما عرفت ام لم تسمع. اله الدهر الرب خالق أطراف إلارض لا يكل ولا يعيا ، ليس عن فهمه فحص. يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يكثر شدة » «لا ‏تخف لاني معك. لا تتلفت لأني إلهك. قد ايدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري» «أنا الرب الملك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينك» ( أشعياء 40 : 26 — 29 ، 41 : 10 و 13 ) Tr 135.2

أن النخلة مع أن الشمس المحرقة تضربها والعواصف الرملية العنيفة تهب عليها فأنها تقف خضراء يانعة ومزدهرة ومثمرة في وسط البادية . أ‏ن جذورها تغتدي بمياه الينابيع الحية ‏والإكليل الأخضر التي يتوج رأسها يرى من بعد في السهل الملفوح الموحش .، فالسائح الموشك على الموت يحث المتخاذلة ليصل الى الظل. الرطب والماء المحيي Tr 135.3

وشجرة البادية هذه رمز لما يريد الله أن تكون عليه حياة أولاده فى هذا العالم. فعليهم أن يرشدوا النفوس المعيبة التي يساورها القلق وهدم الراحة وهي موشكة على الهلاك فى برية الخطية ، يرشدونها الى الماء الحي. فعليهم أن يرشدوا بنى جنسهم ‏الى ذاك الذي يقدم الوعد القائل : «أن عطش احد فليقبل إلي ويشرب» ‏( يوحنا 7: 37 ) Tr 136.1

أن النهر الواسع العميق ألأي يقدم طريقا للتجارة والسفر بن الأمم يقدره الناس على انه منفعة تشمل العالم ،ولكن ماذا عن الجداول الصغيرة التي تساعد في ‏تكوين هذا النهر العظيم؟ ‏لولاها لاختفى النهر . فنفس وجوده موقوف عليها . وهكذا الناس الذين يدعون ليكونوا قادة فى عمل عظيم ´يكرمون ويمجدون كما لو أن نجاحه يعزى إليهم وحدهم ، ولكن ذلك النجاح احتاج الى التعاون ألامين من خدام أدنى منه مقاما لا يكاد يحمى عديدهم - وهم خدام لا يعرف العالم شيئا عنهم . فالواجبات التي لا تظفر بالمديح والعمل الذي لا يعترف به هو من نصيب معظم الكادحين في العالم .وكثيرون غير قلعين بهذا النصيب . فهم يحسون بان الحياة قد ذهبت هباء . ولكن المجدول الصغير الذي يجري في سكون في وسط الاحراش والمراعى حاملا معه الصحة والخصب والجمال هو نافع في طريقته كالنهر الكبير تماما . وفى المساهمة في حياة النهر فهو يساهم في عمل ما لم بكن بمفرده يستطيع أن يحققه Tr 136.2

هذا درس يحتاج كثيرون الى تعلمه . أن الناس يؤلهون المواهب ويمجدونها وهم يتحرقون شوقا الى المراكز الممتازة المرموقة . وكثيرون جدا لا يريدون أن يفعلوا شيئا ما لم يعترف بهم الناس كقادة وكثيرون جدا يجب ان يتغنى الناس بمديحهم وألا يهتمون بالعمل . فالذي نحتاجه هو أن نتعلم الامانة في أن نحسن استخدام القوى والفرص المعطاة لنا وان نرضى ونقتنع بالنصيب الذي تحدده لنا السماء Tr 137.1