التربيـــة
أمثَال اخِـْرى
أن قوة الله الشافية تتغلغل في كل الطبيعة . فاذا قطعت شجرة ا او اذا جرح انسان او تسر عظم منه ، فالطبيعة تبدأ في معالجة الضرر . بل حتى قبلما تطرأ حاجة فالعوامل الشافية هي على أتم استعداد وحالما ´يجرح جزء فكل قوة تعكف على عمل الشفاء وهذا ينطبق ايضا على الناحية ألروحية. فقبلما خلقت الخطية الحاجة اعد الله العلاج . فكل نفس تسلم للتجربة يجرحها العدو ويسحقها ، ولكن أينما توجد الخطية يوجد المخلص . أن عمل المسيح هو أن يشفي المنكسري القلوب وينادي للمأسورين بالاطلاق . . ويرسل المنسحقين في الحرية ( لوقا 4 : 18) Tr 132.1
ونحن علينا أن نتعاون فى هذا العمل. «أن انسبق انسان فأخذ في زلة ما فاصلحوا . . . مثل هذا» ( غلاطية 6 : 1 ). أن الكلمة المترجمة ألمترجمة هنا «أصلحوا» معناها أن نرجع العظم المخلوع إلى موضعه. ما أعظم هذه من استعارة منبهة لها مغزاها ؛ فالذي يسقط فى خطإ أو خطية تنخلع صلته بكل ما حوله. قد يعرف خطأه ويمتلئ قلبه بالندامة ولكنه لا يستطيع أصلاح نفسه. فهو في حالة ارتباك وحيرة منهزم وعاجز. فيجب رده وشفاؤه وأقامته من جديد . ” اصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا ” أنما المحبة الفائضة من قلب المسيح هي وحدها التي تستطيع أن تشفى. وذلك الذي تفيض تلك المحبة في قلبه كما تجري العصارة في الشجرة أو كما يجري الدم فى الجسم هو وحده الذي يستطيع أن يشفي النفس الجريحة Tr 132.2
أن عوامل المحبة لها قوة عجيبة لانها عوامل إلهية. الجواب اللين الذي «يصرف الغضب» والمحبة التي «تتأنى وترفق» والمحبة التي «تستر كثرة من الخطايا» ( أمثال 15 : 1 ؛ 1كورنثوس 13 : 4 ؛ 1بطرس 4 : 8 ) - لو تعلمنا الدرس فما كان أعظم القوة التي تمنح لحياتنا للشفاء ´ وما أعظم ما كانت تتبدل الحياة . وكم كانت الارض تصير صورة طبق الأصل وعربونا للسماء Tr 133.1
هذا الدروس الثمينة يمكن تعليمها ببساطة عظيمة بحيث يفهمها حتى الاطفال الصغار. أن قلب الطفل لين ومن السهل التأثير عليه ، وعندما نرجع نحن الكبار ونصير «مثل الأولاد» (متى3 : 8 ) ونتعلم ببساطة المخلص ولطفه ومحبته الرقيقة فلن نجد صعوبة في ملامسة قلوب الصفار وتعليمهم خدمة شفاء المحبة Tr 133.2
أن الكمال يوجد في أصغر أعمال الله كما يوجد في أعظمها، فاليد التي علقت العوالم في الفضاء هي اليد التي تشكل وتنسق زنابق الحقل . افحص اصغر الزهور وابسط الزهور النامية على جانب الطريق تحت المجهر ولاحظ في كل أجزائها الجمال والكمال الفائقين. وكذلك فى أحقر قرعة يمكن أن يوجد الجمال الحقيقى، فأبسط الواجبات متى عملت بمحبة وأمانة هى جميلة في نظر الله . فالاهتمام بالأشياء الصغيرة بكل أمانة وخلوص نية هذا يجعلنا عاملين معه وهكذا نظفر بمديح وثناء ذاك الذي يرى ويعرف الكل Tr 134.1
ان قوس قزح التي ´ترسم على دائرة السموات من إقصائها الى اقصائها بقوس نورها تكون «ميثاقا أبديا بين الله وبين كل نفس حية » ( تكوين 9 : 16 ) .وقوس قزح المحيطة بالعرش الذي في السماء هي أيضا علامة لاولاد الله عن عهد سلام Tr 134.2
وكما أن القوس التي في السحاب تنتج من اتحاد نور الشمس بالطر كذلك القوس التي فوق عرش الله ترمز الى اتحاد رحمته مع عدله ، أن الله يقول للنفس الخاطئة التائبة : «قد وجدت فدية» ( أيوب 33 : 24 ) Tr 134.3
«كما حلفت أن لا تعبر بعد مياه نوح على الارض هكذا حلفت أن لا اغضب عليكِ ولا أزجرك . فان الجبال تزول والآكام تتزعزع أما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب» ( أشعياء 54 : 9 و 10 ) Tr 134.4