التربيـــة

25/60

‏حياة عن طريق الموت

ان درس القاء البذرا يعلمنا السخاء . «من يزرع ، بالشح فبالشح ايضا يحصد ومن يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد » ( 2 كورنثوس 9 : 6 ) Tr 128.1

يقول الرب «طوباكم أيها الزارعون على كل المياه» ( اشعياء 32 ‏: 20) ‏. أن الزرع على كل المياه معناه أننا نقدم عطايانا أينما دعت الحاجة . ولكن هذا ‏لن تكون نهايته الفقر لان «من يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد» فاذ يلقي الزارع البذار بعيدا فهو انما يزيده ويضاعفه . وهكذا اذ نوزع بركاتنا فنحن نزيدها . أن وعد الله يحقق ويضمن ما يكفى حتى نواصل العطاء Tr 128.2

زد على هذا فنحن ‏اذ نوزع بركات هذه الحياة فان الشكر في قلوب متناوليها يعد القلب لقبول الحق الروحي فيجمح حصاد للحياة الأبدية Tr 128.3

إن المخلص يرمز بواسطة القاء البذار فى الارض الى ‏تضحيته وذبيحته لأجلنا . فهو يقول «أن لم تقع حبة الحنطة فى الارض وتمت فهى تبقى وحدها . ولكن ان ماتت تأتي بثمر كثير» ( يوحنا 12 : 24) . انما فقط عن طريق ذبيحة المسيح ، ألحبة ء أمكن ان يأتي ثمر ملكوت الله . ‏وطبقا لقوانين مملكة النبات - وهذا القانون بالذات نجد ان الحياة هي نتيجة موته Tr 128.4

وكذلك مع جميع من يثمرون كخدام مع المسيح .فيجب ان تتلاشى محبة الذات والمصلحة الذاتية ، والحياة يجب ان يلقى بها فى اثلام حاجة العالم . ولكن قانون التضحية هو قانون حفظ النفس . أن الفلاح يحفظ حنطته بإلقائها بعيدا . وهكذا فالحياة التي ستحفظ هي الني تعطي بسخاء في خدمة الله والإنسان Tr 129.1

أن الحبة تموت لتخرج الى حياة جديدة . وفى هذا نتعلم أرمى القيامة . أن الله يقول عن جسم الانسان الذي يدفن ليتعفن في التراب : «يزرع في فساد ويقام في عدم فساد . يزرع في هوان ويقام في مجد . يزرع في ضعف ويقام في قوة» ( ا كورنثوس 15 : 42 و 43 ) Tr 129.2

واذ يحاول الوالدون والمعلمون ان يعلموا هذه الدروس يجب ان يجعلوا العمل تطبيقا . فليعد الاطفال أنفسهم الارض ويلقوا البذار . فاذ يشتغلون فان الاب او المعلم يستطيع ان يوضح بستان القلب بالذار الصالحة أو الرديئة التي تزرع فيه ، وانه كما يجب أعداد البستان للبذار الطبيعية كذلك يجب أعداد القلب لقبول بذاو الحق. واذ تلقى البذرة فى الارض يمكنهم أن يعلموا درس موت المسيح . واذ يطلع النبات يعلموا درس القيامة . واذ ينمو النبات يمكن متابعة المطابقة بين الزرع ألطبيعي والزرع الروحى Tr 129.3

ويجب ان يتعلم الشباب بكيفية مماثلة . فيكن تعلم دروس مستمرة من حرث الارض . لا يمكن ان احدا يظن ان قطعة ارض غير محروثة يمكن أن تأتي بحصاد ‏فيجب المثابرة في العمل والاجتهاد فى أعداد الارض وإلقاء البذر والعناية بالمحصول . وكذلك الحال فى الزرع الروحي . ان حديقة القلب يجب ان تزرع . والارض يجب حرثها بالتوبة . والاعشاب الرديئة ألتي تخنق البذار الصالح يجب اقتلاعها .وكما أن الارض التي كانت الأشواك تملأها قبلا يمكن تهذيبها بالعمل الجدى ، فكذلك أميال القلب الشريرة يمكن الانتصار علها بواسطة بذل المسعى الجدى باسم المسيح وقوته Tr 130.1

وفى زرع الارض سيجد الخادم المفكر أن الكنوز التي قلما كان يحلم بها تنفتح أمامه . لا يمكن لانسان ‏أن ينجح في الزرع أو في فلاحة البستان دون ان يلتفت الى القوانين المتضمنة فيها. فيجب دراسة الحاجات ألخامة بكل صنف من أصناف النبات . والاصنا‏ف المختلفة تحتاج الى أنواع مختلفة من التربة ومن الزروع . والامتثال للقوانين التي تحكم كلا منها هو شرط النجاح . والعناية المطلوبة في نقل النبات بحيث انه حتى ولا عروق جذر النبات يضغط عليه او يوضع في غير موضعه والعناية بالنباتات الصغيرة والتقليم والري والوقاية من الصقيع فى الليل والشمس في النهار . واستبعاد الأعشاب والآفات الزراعية . والتربية .والتنظيم فضلا عن كونهما يعلمان دروسا هامة عن نمو الخلق فان العمل نفسه وسيلة للنضوج . وفى غرس الحرص والصبر والالتفاف الى الامور الصغيرة واطاعة القانون - هذا يعطي تربية جوهرية جدا. والاحتكاك المستمر بسر الحياة وجمال الطبيعة وكذلك الرقة المطلوبة في خدمة هذه الأشياء الجميلة التي خلقها الله يؤول الى ايقاظ العقل وتهذيب الخلق والسمو به ، والدروس التي تعلـَّم تعد الخادم ليتعامل مع العقول بأكثر نجاح . Tr 130.2