التربيـــة

17/60

قسوة المسيح المغيرة

كان على اربعة من التلاميذ الاثني عشر أن يقوموا بدور القيادة كل منهم في اتجاه معين . فاستعدادا لهذا علمهم المسیح اذ سبق فرأي الجمیع . فیعقوب اللی کان سیموت ميتة سريعة بحد السيف ، ويوحنا الذي كان أطول الاخوة عمرا يتبع سيده في الخدمة والاضطهاد ، وبطرس الرائد في نقض سياجات العصور وتعليم العالم الوثني ، ويهوذا الذي كان في الخدمة كفوءا للاستعلاء على اخوته ومع ذلك فقد کان فیی أعماقه یفکر فى اغراض قلما کان یحلم باکتمالها ونضوجها - هؤلاء كانوا موضوع اعظم اهتمام للمسيح وهم الذين تلقوا اعظم تعليم منه في حرص بالغ Tr 101.1

حاول كل من بطرس ويعقوب ويوحنا اغتنام كل فرصة لیکونوا فی اتصال وثیق مع معلمهم ، و قد اجیبوا الی طلبهم . كانت علاقتهم به أوثق من علاقة باقي الاثني عشر. اما يوحنا فلم يقنع الا بصداقة اوثق واقرب وهذا ما حصل عليه. فعند اول اجتماع عند نهر الاردن عندما اسرع اندراوس بعدما سمع يسوع ليدعو اخاه جلس يوحنا مستغرقا في التأمل في المواضيع العجيبة. وقد تبع المخلص وکان دائما هو المستمع المشتاق المستغرق فی تفکره . ومع ذلك فان اخلاق يوحنا لم تكن خالية من الشوائب والاخطاء . لم یکن ھو الرجل الغیور اللطیف الحالم . فقد دعی هو واخوه «ابني الرعد» ( مرقس ۳ : ۱۷ ) . کان یوحنا متکبرا وطموحا و شکسا ، ولکان تحت هذا کله اكتشف المعلم الالهي القلب الحار المخلص المحب. وقد وبخ یسوع طلبه مالنفسه ، و خیبه مطامحه و امتحان ایمانه . ولکنه کشف له ما کانت تتوق الیه نفسه - جمال القداسة ومحبته المجددة. فقد قال للآب : «انا اظهرت اسمك الناس الذين اعطيتني من العالم» ( يوحنا 6:17) Tr 101.2

كانت طبيعة يوحنا تتوق الى المحبة والعطف والعشرة. و قد ازداد قربا من یسوع وجلس الی جواره و اتکا علی صدره . لقد استقی من نور الله وحیاته کما تستقی الزهرة نور الشمس والطل. ففي تعبد ومحبة شاهد المخلص حتى غدا التشبه به بالمسیح والشرکة معه مطالبه الاوحد ، فانعکست صفات سیده علی اخلاقه Tr 102.1

وقد قال : «انظروا اية محبة اعطانا الآب حتى تدعى أولاد الله . من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه . ايها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه اذا اظهر نکون مثله لاننا سنراه کما هو . وکل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر» ( 1 يوحنا 3: 1- 3 ) Tr 102.2