التربيـــة
مِثَال مِن اسّاليّبه
أن اکمل مثال لاسالیب المسیح کمعلم یوجد فی تدریبه لتلاميذه الاثني عشر الاولين . فعلى كواهل هؤلاء الرجال کانت ستوضع مسؤولیات جسام . انه قد اختار هم کرجال یمکنه ان یشتربهم بروحه ویمکنهم السیر قدما بعمله علی الارض عندما یترکها . وقد اعطاهم فوق کل الباقین امتياز مرافقته . فعن طريق المعاشرة الشخصية طبع شخصه علی هؤلاء الزملاء المختارين يقول يوحنا الحبیب : «الحیاة اظهرت وقد رأینا و نشهد و نخبرکم بالحياة الابدية» ( يوحنا الاولى ١ : ٢ ) Tr 98.1
انما عن طريق هذه المخالطة وخدها ـ اتصال العقل بالعقل والقلب بالقلب ، والبشري بالالهي ـ يمكن ايصال تلك القوة المحيية التي تمنحها التربية الصحيحة. فالحياة هي وحدها التي تلد حياة Tr 98.2
ان المخلص وهو يتولى امر تربية تلاميذه اتبع نظام التربية الذي وضع في البدء . فالتلاميذ الاثنا عشر الاولون المختارون مع قلة ممن عن طريق خدمة حاجاتهم كانوا بين أونة واخرى يتصلون بهم ، كونوا عائلة یسوع. کانوا معه في البيت وحول المائدة وفي المخدع والحقل. وقد رافقوه في سفراته و قاسموه تجاربه وضیقاته . واندمجوا فی عمله بقدر ما استطاعوا Tr 98.3
احیانا کان یعلمهم و هم جالسون معا عند سفح الجبل، وأحيانا وهم بجانب البحر او من قارب الصيد ، وأحيانا وهم سائرون في الطريق . وكلما كلم الجموع كان التلاميذ یکونون اقرب الناس الیه . کانوار یلتفون حوله حتی لا یغوتهم شیء من تعلیمه . کانوا یصغون الیه بانتباه مشتاقين لفهم الحقائق التي كان عليهم أن يعلموا بها في کل البلدان ولکل الاجيال Tr 99.1
أن تلاميذ يسوع الاولين اختيروا من طبقات الشعب العامة . كانوا رجالا وضعاء واميين . هؤلاء الصيادون انجلیلیون کانوا رجالا غیر متعلمین کتعلیم العلمین وعاداتهم ، ولكنهم تربوا التربية العنيفة تربية الكدح والمشقة. كانوا رجالا ذوي مقدرة أهلية وقابلين للتعلم في روحهم ، رجالا یمکن تعلیمهم وصوغهم لخدمه الخلص ۰ فى مسالك الحياة العادية كثيرا ما يوجد رجال كادحون يسيرون في مباشرة واجباتهم اليومية وهم لا يحسون بالقوى المستترة الخفية التي اذ تتحرك للعمل تضع الانسان في صف قادة العالم العظام . هكذا كان الرجال الذین دعاھم المخلص لیکونوا زملاء ہ فی العمل . وقد کان لهم امتیاز التدرب لمدی ثلاث سنین تحت یدي اعظم مرب عرفه العالم Tr 99.2
وفي هؤلاء التلاميذ الاولين عرضت تشكيلة مختلفة . کانوا مزمعين ان یکونوا معلمی العالم و کانوا يمثلون أنواعا مختلفة من الاخلاق . فكان يوجد لاوي متى العشار الذي دعي ليترك حياة النشاط والعمل والتبعية لروما ، وسمعان الغيور عدو سلطة الامبراطور الذي لا يلين ، وبطرس السريع الاندفاع المتكل على نفسه الحار القلب مع اندراوس اخيه ، ويهوذا الذي من اليهودية المهذب المقتدر الدنيء النفس ، وفيلبس وتوما الامين الغيور ومع ذلك فهو متباطئ القلب في الايمان ، ويعقوب الصغير ويهوذا اللذان كانا اقل شهرة بين الاخوة ومع ذلك كانا رچلین قویین و ایجابیین فی اخطائهما و فضائلهما . و نثنائیل الذي كان كطفل في اخلاصه وثقته ، وابنا زبدي اللذان كانا طموحين ومحبين Tr 100.1
فلكي يتقام هؤلاء التلاميذ بنجاح في القيام بالعمل الذي دعوا الیه، هؤلاء التلامیذ الذین کان بوجد بینهم تباین واسع النطاق في صفاتهم الطبيعية وفي التربية وعادات الحياة ، کانوا بحاجة الى ان یکونوا متحدین فی الشعور والفکر والعمل . و قد کان غرض المسیح تحقیق هذه الواحدة . فلكي تتم هذه الغاية حاول ان يوحدهم بنفسه. ان عبء خدمته لاجلهم معبر عنه فق صلاته الى الاب : «لیکون الجمیع و احدا کما انك انت ایها الآب فی وانا فیك لیکونوا هم ايضا واحدا فينا . . . ليعلم العالم انك أرسلتني وأحببتهم کما أحببتني» ( یوحنا ۱۷ : ۲۱ ــ ۲۳) Tr 100.2