التربيـــة

50/60

اسَاليّب التَّعْليمّ

لمدی أجیال ظلت التربیة تعتمد بالاکتر علی الذاكرة . فهذه القوة العقلية أجهدت الى اقصى حد في حين ان القوى العقلية الاخرى لم تنضج ولا نمت نموا مماثلا . فكان الطلبة يقضون وقتهم في الاجتهاد في تكديس المعلومات في عقولهم دون ان يستفيدوا الا بقدر يسير منها . فاذ يثقل العقل بما لا يستطيع ان يهضمه أو يستوعبه او يفهمه فهو يضعف ، ويمسي عاجزا عن بذل جهد ناشط بالاعتماد على مجهوده الذاتی ، ویقنع بالاعتماد علی حكم الغير وادراكهم Tr 271.1

فاذ رأى البعض مساوئ هذا الاسلوب تطرفوا الى الناحية المعاكسة. فمن رايهم ان الانسان يحتاج فقط الى تنمية ما في داخله. مثل هذه التربية تقود الطالب الى الاتكال على نفسه وبهذا يقطع الصلة بينه وبين النبـــع الحقيقي للمعرفة والقوة Tr 271.2

أن التربية التي تنحصر في تدريب الذاكرة اذ تحاول تثبيط همة الفكر المستقل لها اتجاه ادبي لا يظفر الا باقل تقدیر . فاذ یضحی الطالب بالقوۃ علی ان یناقش وحكم لنفسه يمسي عاجزا عن التمييز بين الحق والضلال ويسقط فريسة ســهلة للخداع . ويسهل انقياده لاتباع التقليد والعُرف Tr 271.3

انها حقیقة یجهلها الكثیرون وان لم یكن بدون خطر ، وهی ان الضلال فی النادر ما یظهر علی حقیقته . انما بواسطة الاختلاط أو الاتصال بالحق يحظى الضلال بالقبول . ان الاكل من شجرة معرفة الخير والشر تسببت في هلاك ابوينا الاولين ، وقبول اختلاط الخير بالشر مهلكة للرجال والنساء في هذه الايام. ان العقل الذي يعتمد على حكم الاخرین لا بد ینساق الى الضلال ان عاجلا او آجلا Tr 272.1

ان القدرة علی التمییز بین الصواب والخطإ یمكننا ان نمتلكها بواسطة الاعتماد على الله فقط . فعلى كل واحد أن يتعلم منه لنفسه بواسطة كلمة الرب . ان القوى المعطاة لنا لنفكر بها أعطیت لنا لنستخدمها ، والله یشتاق لان يراها تستخدم . وهو القائل : ” هلم نتحاجج يقول الرب ” ( اشعیاء ۱ : ۱۸ ) . انه یدعونا ، فبالاتكال علیه ایمكنتا ان نحصل علی الحكمة اذ نرفض الشر ونختار الخیر (اشعیاء ۷ : 15 و یعقوب ۱ :5 ) Tr 272.2

في كل تعليم حقيقي يلزم وجود العنصر الشخصي . أن المسيح في تعليمه تعامل مع كل فرد على حدة. فبواسطة Tr 272.3

الاحتكاك الشخصي والمعاشرة درب الاثني عشر . وقد قدم اثمن تعالیمه علی انفراد وفي كثیر من الاحیان لمستمع واحد . فقد فتح اثمن كنوزه . لمعلم الیهود المكرم عندما اجتمعا معا فوق جبل الزيتون في أحدى الليالي ، وللمرأة المحتقرة عند بئر سوخار ، لانه في هذين السامعين عرف القلب الذي يمكن التأثير عليه والعقل المفتوح والروح الواعي . و حتی الجمع الذي کثيرا ما کان یتجمهر حول السید ویتبعه لم یكونوا جمعا لا یمكن تمییزه من الخلائق البشرية . فقد خاطب كل عقل بمفرده مباشرة وتوسل الى کل قلب. وقد راقب سامعیه ولاحظه استنارة وجوههم والنظرات السريعة المستجيبة التي دلت على ان الحق قد تغلغل فی النفسیں فاھتزت اوتار قلبه بالعطف والحب Tr 273.1

وقد لاحظه المسیح الامكانیات فی کل انسان . انه لم ی تحول بعیدا بسبب وجود شیء خارجی لا یبشر بخیر ، او بسبب بیئة غیر موافقة . فلقد دعا متی من مکان الجباية وبطرس وأخوته من قارب الصيد ليتعلموا منـه Tr 273.2

ونفس هذا الاهتمام الشخصي ونفس الالتفات الى النضوج في الافراد يحتاج اليهما في عمل التربية في هذه الایام . أن كثیرین من الشباب الذین یبدو انهم لا یبشرون بخير هم موهوبون بمواهب لا يستعملونها . أن مقدرتهم العقلية تظل مخبوءة لان المربين لا يميزونها. ففي كثير من الصبيان او الصبايا الذين لا توجد فيهم اية جاذبية ظاهرة کحجر خشن غیر منحوت یمكن ان توجد مادة ثمینة تصمد أمام امتحان الحرارة والعاصفة والضغط . أن المربي الامين اذ یضع نصب عینیه ما یمکن ان یصیر الیه تلامیذه یعرف قیمة المادة التی یشتغل فیها . وسیهتم بكل تلمیذ اهتماما شخصیا ویحاول ان ینمی کل قواهم . وکل مسعی یبذل ملا طاعة المبادئ الصالحة مهما یكن ناقصا سیجاد تشجیعا Tr 273.3

وعلى كل شاب أن يتعلم ضرورة المثابرة وقوة تطبيقها. فعلیها اکثر مما علی الذكاء او المواهب یتوقف النجاح ، اذ بدون المثابرة لا تجدی أبهر المواهب الا قلیلا ، بینما بواسطة المجهود الموجة توجيها صائبا أمكن للافراد ذوي المواهب الطبيعية العادية ان يحققوا العجائب . ثم ان النبوغ الذي نندهش من أعماله الباهرة هو بلا استثناء مرتبط بالجهود المرکَّز الذي لا یكل Tr 274.1

يجب على الشباب ان يتعلموا ان يستهدفوا نضوج کل قوی عقولهم ، الا ضعف منها کالا قوی . ان كثیرین یمیلون الى أن یحصروا دراستهم فی مواد خاصة عندهم میل خاص الیها ویحبونها . فینبغی التحفظ من هذه الغلطة . أن الصلاحيات الطبيعية تدل على اتجاه عمل الحیاة ومتی کانت شرعیة یجب تحسینها و تهذیبها بكل عناية. وفي نفس الوقت يجب الا ننسى أن الخلق المتزن والعمل الفعال النافع في أي نوع يعتمدان الى حد كبير على ذلك النمو المتماثل الذي هو نتيجة التربية الكاملة الشـاملة Tr 274.2

ويجب على المعلم أن يهدف الى البساطة والفاعلية . فعليه أن يعلم كثيرا بالشرح والايضاح , و حتي في التعامل مع التلامیذ الاكبر سنا علیه ان یحرص علی ایضاح کل شرح وتبسیطه . ان کثیرین من التلاميذ الكبار هم اطفال في أفهامهم Tr 274.3

ومن العناصر الهامة في العمل التربوي الحماس . وفي هذه النقطة يوجد اقتراح نافع في ملاحظة ابداها ممثل شهير . کان أسقف کنتربری قد توجه الیه سؤالا مضمونه لماذا يؤثر الممثلون في رواية على جماهيرهم بكل قوة بالتحدث في اشياء خيالية ، في حين أن التأثير الذي يحدثه خدام الانجیل علی مسامعهم قلیل وضئیل جدا مع انهم یتحدثون عن أمور حقيقية ثابتة. فأجاب الممثل ذلك الاسقف قائلا : ” اسمح یا صاحب القداسة ان اجیب بكل خضوع قائلا ان السبب واضح وهو يتوقف على قوة الحماس . فنحن عندما نعتلي المسرح نتحدث عن الاشياء الخيالية كما لو كانت حقيقية ، وانتم من المنبر تتحدثون عن الامور الحقيقية کانها خیالیة ” Tr 275.1

ان المعلم فی عمله یتعامل مع امور حقیقیة فیجب علیه ان یتحدث عنها بكل القوة والحماس الذین یمكن ان تلهمه بهما معرفته لحقیقتها و أهميتها Tr 275.2

وعلی کل معلم ان بهتم بان تکون لعمله نتائج محددة . فقبلما يحاول تعليم موضوع يجب أن يرسم في ذهنه خطة معینة ، و علیه ان یعرف نفس ما یرغب في انجازه . علیه الا يكتفي بتقديم أي موضوع حتى يفهم الطالب المبدأ التضمن ویدرك حقیقته ویکون قادرا علی أن یبین بوضوح ما قد تعلمه Tr 275.3

وطالما كان الغرض العظيم من التربية ماثلا في الاذهان يجب تشجيع الشباب على أن يتقدموا الى الحد الذي تسمح به مقدرتهم . ولكن قبل الشروع في دراسة الموضوعات العليا يجب علیهم ان يحذقوا فهم الموضوعات السابقة . فهذا الامر بهمل فی اغلب الاحیان . فحتی بین الطلبة فی المدارس العلیا والكلیات يوجد نقص عظیم فی معرفة فروع التربية العادية . وكثيرون من الطلبة يقضون وقتهم في تعلم العلوم الرياضية العليا في حين أنهم غير كفاة لحفظ الحسابات البسيطة . وكثيرون يدرسون الفصاحة وهم يهدفون الى أحراز ملكات الخطابة في حين انهم عاجزون عن ان يقرأوا بطريقة مفهومة ومؤثرة. وكثيرون ممن قد انهوا دراسة علم المنطق یعجزون عن تکوین وتهجـَّة رسالة عادية Tr 276.1

ان المعرفة الكاملة المتقنة لاصول التربية ينبغي الا تكون فقط شرط القبول في الاقسام العليا فقط بل الاختبار الدائم للاستمرار والتقدم Tr 276.2

وفي كل فرع من فروع التربية توجد اهداف يجب بلوغها أهم من تلك التي يبلغها الانسان بواسطة المعرفة الفنية . خذوا اللغة مثلا . فقدرة الانسان على ان يقرأ ويكتب لغته التي ولد فيها بسهولة واتقان هي أهم من معرفة اللغات الاجنبية حية كانت ام ميتة ، ولكن المعرفة التي يحصل عليها الانسان عن طريق قواعد اللغة لا يمكن ان تعادل فی أهميتها درس اللفة من وجهة نظر أسمی . أن سعادة الحياة او شقاءها مرتبطة الى حد كبير بهذه الدراسة Tr 276.3

ان أهم مطلب اللغة ان تكون طاهرة ومشفقة وصادقة اي (التعبير الخارجي عن النعمة الداخلية ) والله يقول : ” کل ما هو حق کـــل ما هو جليل کل مـــا هـــو عادل کل ما هو طاهر کل ما هـــو مر کل مـا صيته حسن ان كانت فضيلة وان كان مدح ففي هذه افتكروا ” ( فيلبي 4 : 8 ) . فان کانت الافكار هکذا فهکذا سیکون الکلام Tr 277.1

وأفضل مدرسة لدراسة هذه اللغة هي البيت ، ولكن حيث ان عمل البيت كثيرا ما يهمل فعلى المعلم تقع مسؤولية تعلیم تلامیذه ومساعدتهم فی تکوین الکلام الصالح Tr 277.2

والمعلم يستطيع ان يفعل الكثير للقضاء على تلك العادة المذمومة التي هي لعنة المجتمع والبيئة والبيت ــ الا وهي عادة الاغتياب وكلام الفضول والانتقاد الظالم . وفي هذا ينبغي أن لا ندخر تعبا . أطبعوا على عقول الطلبة حقيقة کون هذه العادة تکشف عن انعدام التربیة وانتهذیب وصلاح القلب الحقيقي . فهي تجعل الانسان غير أهل لمعاشرة من هم متر بون ومهذبون حسنا في هذا العالم ولا لمعاشرة قديسي السماء Tr 277.3

أننا نفكر برعب فی آکل لحوم البشر الذی یأكل لحم فريسته المرتعدة ، ولكن هل نتائج حتى هذا العمل ارهب من العذاب والدمار اللذين يحدثان بسبب تشويه الباعث و تسويد السمعة وتشريح الخلق ؟ ليتعلم الاطفال والشباب كذلك ما يقوله الله عن هذه الامور : Tr 277.4

” الموت والحياة في يد اللسان ” ( أمثال ١٨ : 21 ) Tr 278.1

أن الكتاب يضع النمامين في صف ال ” مبغضين لله ” و «مبتدعین شرورا » والدین بلا ” حنو و لا رضی ولا رحمة ” (مشحونين حسدا وقتلا وخصاما ومكرا وسوءا ) ( حكم الله أن الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت ) ( رومیة ۱ : 30 و ۳۱ و ۲۹ و ۳۲ ) . فالذی يعتبره الله من مواطني مدينة العلي هو «المتكلم بالصدق في قلبه . الذي لا يشي بلسانه »، « ولا يحمل تعييرا على قریبه » ( مزمور 15 : ۲ و ۳ ) Tr 278.2

ثم أن كلمة الله تدين أيضا استعمال العبارات العديمة المعنی والكلام المدسوس الذي یمیل الى الفساد . و تدین أيضا التحيات الخادعة ، والمراوغة ، من الصدق والمبالغات والتمويه في التجارة التي هي شائعة في المجتمع وفي دنيا العمل والتجارة . « لیكن كلامكم نعم نعم لا لا وما زاد علی ذلك فهو من الشریر » (متی 5 : ۳۷) Tr 278.3

” مثل المجنون الذي يرمي نارا وسهاما وموتا وهكذا الرجل الخادع قريبه ويقول الم العاب انا ” ( أمثال ٢٦ : 18 و 19 ) Tr 278.4

وهنالك شيء آخر مرتبط بالقيل والقال وهو التلميح المستور والايعاز الماكر الذي يحاول به النجسو القلوب ان يدسوا الشر الذي لا يتجرأون على التعبير عنه علانية . فيجب ان يتعلم الشباب الا يقتربوا من كل هذه الاعمال بل ان یتجنبوها و یهربوا منها کما یهربون من البرص Tr 278.5

وعند النطق بالكلام ربما لا توجد غلطة يفضي عنها الكبار والصغار بكل استخفاف في انفسهم كالكلام المتسرع الدال على الضجر . فهم يعتبرون ان القول : ” اني لم اکن حذرا ولم أکن اقصد ما قلته ” هو عذر کافٍ . ولكن كلمة الله لا تنظر الى ذلك الامر بمثل هذا الاستخفاف . فالکتاب یقول : Tr 279.1

« أرایت انسانا عجولا : فی کلامه . الرجاء بالجاهل اکثر من الرجاء به » ( امثال ۲۹ : 20 ) Tr 279.2

« مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان علی روحه » ( أمثال 25 : ۲۸ ) Tr 279.3

ففي لحظة واحدة يمكن عن طريق اللسان المتسرع الغاضب العديم الاكتراث ان يحدث شر لا يمكن ان توبة الانسان مدی حیاته کلها تبطله او تلاشیه Tr 279.4

یا للقلوب التی انكسرت و الاصدقاء الذین حلت بینهم القطيعة والنفور ، وحياة الناس التي تحطمت بسبب الكلام القاسی الطائش الذی نطق به اولئك الذین کان یمکن أن يجلبوا العون والشفاء ! Tr 279.5

” يوجد من بهذر مثل طعن السيف . أما لسان الحكماء فشقاء ” ( أمثال 12 : 18 ) Tr 279.6

من بین الصفات التی یجب ان تزرع وتربی فی نفس كل طفل على الخصوص صفة نسيان الذات التي تمنح النفس والحياة نعمة لاشعورية عظيمة . فمن بين كمالات الخلق هذه هي واحدة من أجمل الكمالات وهي من الزم المؤهلات لكل خدمة حقيقية في الحياة Tr 279.7

ان الاطفال بحاجة الى التقدير والعطف والتشجیع ، ولکن یجب الحذر لئلا یتربی فیهم حب المدیح . فلیس من الحكمة ان نلتفت الیهم التفاتا خاصا او ان نردد علی مسامعهم أقوالهم البارعة . بالاب أو الام او المعلم الذي يضع أمام ناظريه دائما النموذج الحقيقي للخلق وامكانيات التحصیل لا یستطیع ان یقبل أو یشجع الاتكال علی الذات . ولن یشجع فی الشباب الرغبة او السعي في التظاهر بمقدرتهم أو تفوقهم . فالذي ينظر الى ما هو أعلى من نفسه سيكون متواضعا , ومع ذلك فهو يملك عظمة لا تخجلها او تربكها المفاخرة الخارجية او العظمة البشرية Tr 280.1

ان محاسن الخلق لا تتكون ولا تنضج بشريعة ، أو قانون نفسي. ولكن ذلك يتم بواسطة العيشة في جو النقاوة والطهارة والنبل والصدق . فاينما توجد نقاوة القلب ونبل الخلق فسيعلن ذلك في طهارة ونبل العمل والكلام Tr 280.2

“من احب طهارة القلب فلنعمة شقيقه يكون صدیقه ” ( أمثال ۲۲ : ۱۱ ) Tr 280.3

وكما بالنسبة الى اللغة كذلك بالنسبة لكل دراسة اخری یمکن ممارستها بحیث تؤول الى تقویة الخلق وبنائه ولا توجد دراسة أخرى يصدق عليها هذا الامر بدرجة وجهة النظر الالهية Tr 280.4

فکما یتعلم الطلبة کثرا جدا لیس التاریخ اکثر من قصة لقيام الملوك وسقوطهم ومؤامرات القصور وانتصارات الجيوش وهزائمها ـ قصة الطموح والجشع والخداع والقسوة و سفلی الدماء . فاذ یتعلمونه هكذا لا بد ان تکون نتائجه ضارة . ان ترديد الجرائم . والفظائع الامر الذي يمرض القلب والامور الشنيعة وألوان القسوة مشروحة تزرع بذارا في كثير من الحالات تثمر في حياة نفوس كثيرة حصادا شريرا Tr 281.1

ولكن أفضل من هذا بكثير أن نتعلم في نور كلمة الله الاسباب التی تتحکم فی قیام المالك وسقوطها . فلیدرس الشباب هذه التواريخ ويروا كيف أن النجاح الحقيقي للأمم كان مرتبطا بقبولها للمبادئ الالهية . وليدرس الشاب تاریخ حرکات الاصلاح العظیمة ليری کیف ان هذه المبادئ مع انها احتقرت وأبغضت ومع ان مناصريها والمحامين عنها ألقي بهم في السجن واعدموا فعن طريق هذه التضحیات انتصرت Tr 281.2

مثل هذه الدراسة ستعطي آراء واسعة وشاملة للحياة . وستساعد الشباب على أدراك شيء من علاقاتها واعتمادها , وكيف اننا مرتبطون ارتباط عجيبا بالاخوة العظيمة في المجتمع وفي الامم ، والى اي مدى عظيم يعني اضطهاد او انحطاط احدی الامم خسارة تصیب الجمیع Tr 281.3

وفي دراسة الحساب يجب أن يصير العمل عمليا. Tr 281.4

فليتعلم كل شاب وطفل ليس فقط أن يحل المسائل الخيالية بل ان يعمل حسابا دقیقا لایراده ومصروفه. ولیتعلم کیفیة انفاق المال انفاقا صالحا باستعماله لاغراض نافعة . وسواء اکان الاولاد یعتمدون علی اعاله والدیهم لهم او علی مکاسبهم هم فلیتعلم الاولاد والبنات ان يختاروا ملابسهم ویشتروها ، وکذلك کتبهم ولوازمهم الاخری ، واذ یعملون حسابا بمصروفهم فسيتعلمون ، كما لا يمكنهم أن يتعلموا بطريقة اخرى قيمة المال وانفاقه . وهذه التربية ستساعدهم علی التمییز بین الاقتصاد الحقیقی و بین البخل والشح من ناحية ، وبين الاسراف من الناحية الاخرى . فاذ یوجـَّه هذا توجیها صائبا فسیشجع الطلبة علی عادات الاحسان ، وسيساعد الشباب في تعلم العطاء لا من مجرد الدافع الوقتي عندما تستيقظ مشاعرهم بل بترتيب و نظام Tr 282.1

وبهذه الكیفیة یمكن ان تكون کل دراسة عونا في حل أعظم المشاكل الا وهي تدريب الرجال والنساء على الاضطلاع بمسؤولياتهم Tr 282.2