التربيـــة
صِــّلة التربيَة بالفِدَاء
لقد طرد الانسان من محضر الله بسبب الخطية . ولولا تدبير الفداء لانفصل عن الله ابديا وکان ظلام الليل الذی لا آخر له من نصیبہ ۔ ولکن عن طریق ذبیحة المخلص أصبح من الممكن ان تعود الشركة بينه وبين الله من جديد . لا يسمح لنا بالاقتراب منه باشخاصنا لنكون في حضرته ، فلا يسمح لنا ونحن في خطيتنا بأن نشخص في وجهه ، ولکننا نستطیع ان نراه ونتحدث الیه فی یسوع المخلص . لقد اعلنت « انارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح».کان الله «فی المسیح مصالحا العالم لنفسه» (۲ کورنثوس٤:٦ :١٩ ) Tr 32.1
«الكلمة صار جسدا وحل بيننا . . . مملوءا نعمة وحقا» «فیه کانت الحیاۃ والحیاة کانت نور الناس ( يوحنا ١ : ١٤و ٤ ) . ان حياة المسيح وموته ، ثمن فدائنا ، فضلا عن كونهما وعدا وعهدا بالحياة ، وفضلا عن كونهما وسيله لفتح كنوز الحكمة لنا فانهما اعلان اشمل واسمى لصفاته مما قد عرفه ابوانا و هما في حالة القداسة Tr 32.2
واذ يفتح المسيح السماء للانسان فالحياة التي يمنحها تفتح قلب الانسان للسماء . ان الخطية فضلا عن كونها تطردنا بعيدا عن الله فأنها تدمر في النفس البشرية الرغبة في معرفته والقدرة على ذلك . ورسالة المسيح هي ان ينقض ويقوض كل عمل الشر هذا . فقوى النفس. التي قد عطلتها الخطية والعقل المظلـم والارادة المنحرفة ، للمسيح القوة على ان ينشطها ويجددها ویستردها ... انه بفتح لنا کنوز الکون وبواسطته “تمنح القوة على ادراك هذه الکنوز و امتلاکها Tr 33.1
أن المسيح هو «النور . . . الذی بینجر کل انسان آتیا الى العالم » (یوحنا ۱ : ۹). و کما انه بواسطة المسیح یستمد کل کائن بشری حیاته فکذلك عن طریقه تستمد کل نفس بعض اشعة النور الالهي . ففي قلب كل انسان يوجد ، لا القوة العقلية وحدها بل ايضا القوة الروحية وادراك الحق واشتهاء الصلاح . ولكن توجد قوة معادية لهذه المبادئ . وان نتيجة الاكل من شجرة معرفة الخير والشر تبدو ظاهرة فی اختبار کل انسان . فیوجد فی طبیعته میل الى الشر وقوة لا يستطيع مقاومتها ما لم يجد العون . فلکی یصمد امام هذه القوة ويبلغ الى ذلك المثل الاعلی الدی ی قبله ق صمیم نفسه کالمثل الوحید الجدیر بالقبول يمكنه ان يجد العون في قوة واحدة - وتلك القوة هي المسيح . واعظم ما يحتاجه الانسان هو التعاون مع تلك القوة . افلا يجب ان بکون هذا التعاون هو اسمی اهداف كل الجهود التربوية ؟ Tr 33.2
أن المعلم الحقيقي الامين لا يكتفي بعمل من الدرجة الثانیة . و هو لا یقنع بتوجیه طلبته الى مقیاس ادنی من اسمی مقیاس یمکنهم بلوغه . ولا یمکنه ان یقنع بان یقدم لهم المعرفة الفنية التي تجعلهم كتبة حسابات ماهرين فقط او ارباب صناعات ممتازین او تجارا ناجحین . ولکنه يطمع في ان يلهمهم مبادئ الحق والطاعة والكرامة والاستقامة والطهارة ـ البادئ الكفيلة بأن تجعلهم قوة اکیدة للاستقرار والسمو بالمجتمع . وهو یتوق اکثر من اي شيء آخر ، الى ان يجعلهم يتعلمون درس الحياة العظيم للخدمة الخالية من الاثرة Tr 34.1
فهذه المبادئ تصير قوة حية لصوغ الخلق عن طريق تعرف النفس بالمسيح ، وبواسطة قبول حكمته كالمرشد وقوته كالقوة للقلب والحياة . فإذ يتم هذا الاتحاد يكون الطالب قد وجد نبع الحكمة . وهو يجد في متناول يده قوة في نفسه لمعرفة ما في داخله من انبل المثل . وان فرص الحصول على اسمى تربية للحياة في هذا العالم هي له . واذ يظفر بالتربية في هذا العالم فهو يدخل الى المنهج الذي يشمل الابديــة Tr 34.2
أن عمل التربية وعمل الغداء هما واحد في أسمى المعاني ، لانه في التربية كما في الفداء « لا يستطيع احد أن يضع أساسا آخر غير الذي وضع الذي هو يسوع المسیح » « لانه فیه سر ان یحل کل اللء » (اکورنسوس ۳ : ۱۱ : کولوسی ۱ : ۱۹) Tr 34.3
وفي الظروف المتغيرة لا تزال التربية الصحيحة سائرة علی نهج تد بحر الخالق وهو خطة مدرسة عدن . ان آدم وحواء قبلا التعليم عن طريق محادثتهما الشخصية مع الله ، ونحن نرى انارة معرفة مجده في وجه يسوع المسيح Tr 35.1
ان مبادئ التربية العظيمة لم تتغير « ثابتة مدى الدهر و الابد » ( مزمور ۱۱۱ : ۸ ) لانها مبادئ صفات الله — ان اول مسعى يقوم به العلم والهدف الذي يضعه نصب عینیه دائما هو ان یساعد الطالب فی تفهم هذه المبادئ والدخول في صلة مـــع المسیح تجعل هذه المبادئ قوة مسيطرة على الحياة . فالمعلم الذي يقبل على نفسه تحقيق هذا الهدف هو في الحق عامل مع ألمسيح وعامل مع الله Tr 35.2