المَبَادئُ الأسَاسِيَّةُ - لِلِإصْلاَحِ الصِّحِّىِّ
١٨ — انتقاء أنسب الأطعمة
«يجب انتقاء الأطعمة التي توفّر أنسب قدر من العناصر المطلوبة لبناء الجسم والشهية ليست دليلاً مأموناً في هذا الاختيار فمن خلال عادات الأكل الخاطئة انحرفت الشهية، وصارت تطالب بأطعمة ثُتلفّ الصحة وتسبب الضعف بدل القوة. كما لا نأمن الاسترشاد بعادات المجتمع. فإن المرض والمعاناة المستشريان في كل مکان انمّا مرجعهما الأخطاء الشائعة الخاصة بالنظام الغذائي. BHA 42.1
ولكي تتعرّف على أنسب الأطعمة، يجب أن ندرسَ خطة اللّه الأصلية لغذاء الإنسان. فإن خالق الإنسان الذي يفهم احتياجاته عيّن لآدمَ طعامَه، إذ قال له: «إنَي قد أعَطيئكُمُ كلَّ بَقَّل يُبَزِرُ بِزْرَاً ... وكُلَّ شَّجر بقیه ثمر شَّجْرٍ يُبَزِرُ بِزْرَاً لگُم یگوُنُ طعامَاً» (تکوین 1:29). BHA 42.2
وعند مغادرة الإنسان جنة عدن ليكسب رزقه بفلاحة الأرض تحت لعنة الخطية، حصل على تصريحٍ بأن يأكل أيضاً «عُشبَ الحَقْلِ» (تکوین ۱۸:۳). BHA 42.3
تُشكِّل الحبوب والفاكهة والخضراوات الوجبة التي أختارها لنا خالقُنا عز وجل. وهذه الأطعمة —حين تُطبخ بأسلوبٍبسيط وطبيعيبقدر الإمكان - تعود علينا بالصحة والتغذية أكثر من سواها. فهي توقّر القوة والقدرة على الاحتمال ونشاطاً للعقل لا تمنحها أي وجبة آکثر تعقیداً آو تهییجاً. BHA 42.4
لكن ليست جميع الأغذية الصحية في ذاتها تناسب احتياجاتنا في جميع الظروف على قدر المساواة. ينبغي توحي الحذر عند انتقاء الغذاء. ويجب أن تتناسب وجبتُنا الموسمَ والجوّالذي نعيش فيه والمهنة التي نزأولها، فبعض الأغذية الملائمة للاستعمال في موسم ما أو جوّ ما ليست مناسبة لغيره. من ثمّ توجد أطعمة مختلفة مناسبة للأشخاص الذين يزاولون مهناً مختلفة. وغالباً لا تناسب الأطعمة التي يستفيد منها من يزاولون عملاً جسدياً شاقاً أولئك الذين يمتهنون مهناً تتطلب الجلوس كثيراً أو التركيز الذهني الشديد. لقد أعطانا الله تنوّعاً وافياً من الأطعمة الصحية، وعلى كل فرد أن يختار منها الأشياء الني يثبت بالخبرة والحكم السليم أنّها أنسب شيء لاحتياجاته. BHA 43.1
إنّ مورد الطبيعة من الفاكهة والمكسترات والحبوب وفيرٍّ. ويتمّ نقل منتجات جميع البلدان - سنة بعد سنة - إلى كل مكان، بفضل تسهيلات النقل المتزايدة. ونتيجة لذلك صارت أصنافٌ كثيرةٌ من الأطعمة في متناول الجميع يعد أن كانت تُعتبر منذ سنوات قليلة منوسائل الترف الغالية. ينطبق هذا بصفةٍ خاصةٍ على الفاكهة المجففة والمُعلَّبة. BHA 43.2
سيزيد استعمال المكسرات والأطعمة المصنوعة منها شيئاً فشيئاً حتى تحل محل الأطعمة اللحمية. ومع المكسرات يمكن خلط الحبوب والفاكهة وبعض الجذور لصنع الطعام الصحي والمغذي، لكن ينبغي توخي الحذر لئلا تفرطوا في استعمال المكسرات، فأولئك الذين يؤثر عليهم تناول أغذية المكسرات تأثيراً سيئاً قد يتلافون الصعوبة بمراعاة هذا التحذير ويجب أيضاً تذكر أنه ليست جميع المكسرات صحية. فاللوزيفضل علی الفـول السـوداني، لکنّ کميات الفول السـوداني القليلة، المستعملة مع الحبوب، مغذية وسهلة الهضم. BHA 44.1
يوفرالزيتون عند تحضيره بشكل جيد - مثله مثل المكسرات — بديلاً للزبد واللحوم. فالزيت الذي يؤكل في الزيتون أفضل بما لا يقاس من الشحم الحيواني أوالدهن. وهو أيضاً مُليِّن للأمعاء. وسيكون مفيداً للمصابين بالسل، وشافياً للمعدة الملتهبة والمتهيجة... BHA 44.2
لوخططنا بحكمة، سنضمن زراعة كل النباتات التي تعود بالصحة في جميع البلدان. ثصدّر تحضيرات الأرز والقمح والذرة والشوفان إلى الخارج في كل مكان، وكذلك الفول والبازلاًء والعدس (المجدَّرة). فإذا أضفنا هذه إلى الفاكهة المحلية وتشكيلة الخضراوات التي ثُزرَع في كل موقع، فستتاح لنا فرصة لانتقاء وجبةٍ متكاملةٍ بدون استعمال اللحوم. BHA 44.3
وبالنسبة للتعليب المنزلي، يجب استعمال البرطمانات الزجاجية، لا العلب الصفيح، كلما أمكن. ومن الضروري بصفة خاصة أن تكون فاكهة التعليب في حالة جيدة. استعملوا قليلاً من السكروا طهوا الفاكهة مدة كافية لضمان حفظها. إن إعداد الفاكهة بهذه الطريقة يجعلها بديلاً ممتازاً للفاكهة الطازجة. BHA 45.1
إذا أمكن الحصول على الفاكهة المجففة، مثل الزبيب والقراصيـا والتفاح والكمثرى والخوخ والمشمش بأسعار معتدلة، فستجدون أنه يمكن استعمالها كأغذية أساسية بحرية أكثر من المعتاد، وأنها تعود على الصحة والنشاط بأفضل النتائج لكل فئات العمال» (MH 295,299). BHA 45.2